القدس بتتكلم هندي!

تكية بابا فريد في القدس !

“التكية الهندية” أو تكية بابا فريد، هي جزء من الحضارة الهندية التي حافظت عليها مدينة القدس كمعلم تاريخي ديني، رغم كل الظروف التي مرت بها، تحتفظ المدينة بالطابع الهندي لزاوية صغيرة يعود عمرها إلى ما يزيد على 800 عام.

كيف وصلت التكية إلى هنا؟ ومن أسسها ولماذا؟

عام 1200 ميلادي، وبعد أكثر من 10 سنوات من إجبار جيوش صلاح الدين الأيوبي الصليبيين على الخروج من القدس، انتقل الدرويش الهندي حضرة فريد الدين غاني شاكار للإقامة في المدينة، وينتمي شاكار (المعروف باسم بابا فريد) إلى الطريقة الجشتية الصوفية، التي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا في الهند وباكستان وأفغانستان.

وتشير قصص عن حياته إلى أنه قضى أيامه في تلك المدينة المقدسة في مسح الأرضيات الحجرية التي تحيط بالمسجد الأقصى، وكان يصوم داخل كهف قابع داخل جدران المدينة، وبعد فترة طويلة من عودته إلى إقليم البنغال، حيث أصبح شيخاً للطريقة الجشتية، دأب المسلمون الهنود أثناء مرورهم بمدينة القدس في طريقهم إلى مكة على الصلاة في الأماكن التي كان يصلي بها ذلك الشيخ، ويناموا حيث كان ينام، وشيئاً فشيئا تأسس في الموقع ضريح ومضيفة للحجاج، أو ما يعرف بالتكية الهندية، لاحياء ذكرى بابا فريد، وبعد أكثر من ثمانية قرون، ما زالت تلك المضيفة قائمة إلى وقتنا هذا.

“جميع النزلاء من الهنود. أشعر كأنني في الهند. فبمجرد أن تدخل البوابة، تشم رائحة الطعام الهندي، وهم يغسلون ملابسهم ويعلقونها هنا في الفناء”، يقول رئيس المضيفة الحالي محمد منير أنصاري، والذي كان قد جاء إلى المدينة قبل سنوات من اندلاع الحرب العالمية الثانية.