فعل الإرادة.. فاقدو البصر يبصرون ذواتهم في أعمال يدوية

تدخل إلى تلك الورشة القديمة في مدينة القدس وتجد العمّال فيها وكل واحد فيهم منغمسٌ في عمله، تستطلع المكان من حولك فتجد الكثير من المصنوعات اليدوية من المكانس والفراشي، لا يخطر ببالك أنها من صنع أشخاص فاقدين للبصر، وأن هؤلاء المكفوفون هم نفسهم الجالسون وراء طاولات آلات المشغل أمامك.

فاقدو البصر هؤلاء ومن قبلهم أجيال كثيرة تعاقبت على هذا المشغل منذ سنين، تم تأهليهم من قبل جمعية المكفوفين العربية في القدس، لجعلهم أشخاص فاعلين ومؤثرين ودمجهم إيجابياً داخل المجتمع، وإخراجهم من عزلتهم لعالم يبصرون فيه ذواتهم ويحققون إنجازاتهم مثلهم مثل أي فرد في المجتمع، ولعل هذا الأمر جعل لهم باباً لكسب الرزق وتأمين قوتهم اليومي دون الإتكال على غيرهم، فهم قادرون على صنع 35 نوع مختلف من الفراشي والمكانس من الخشب وشعر النخيل وقشر جوز الهند وغيرها.

من الجدير ذكره أن جمعية المكفوفين العربية في القدس بدأت عملها في تشغيل المكفوفين وتأهيلهم منذ عام 1932، حيث كان التأسيس في مدينة الخليل ومن ثم انتقلت للقدس وأصبح لها فروع عدة، وسعت عبر كل هذه السنوات عن طريق إقامة معارض في تسويق الكثير من أعمال المكفوفين والترويج لها.

هذا فعل الإرادة ! الرغبة مع التوجيه ليكون كل شخص فعّال ومؤثر، فما رأيكم أعزائي القراء بقصة فاقدي البصر وهل لديكم اقتراحات عن كيفية الإستفادة ودمج أصحاب مثل هذه الحالات بشكل أكبر ؟

لمزيد من المعلومات زوروا الموقع الإلكتروني لجمعية المكفوفين العربية بالقدس .