كيف عثر جامعو القمامة في تونس على كنز أثري يعود للعهد الروماني؟

©asslama.net

لم يتوقع جامعو القمامة أو ما يسمى بـ “البرباشة” في تونس، أن تقع أيديهم على كنز أثري يعود للعهدين الروماني والعثماني، بينما كانوا يبحثون عن النحاس والحديد ضمن المخلفات والقمامة المنزلية. بدأت مناوشة بينهما للحصول على القطع الأثرية لتنتهي بقدوم الشرطة التي اكتشفت هذا الكنز. أبرز ما ضمّه أربعة مهاريس (مدق يدوي) من النحاس الخالص يتراوح وزن الواحد منها بين 4 و7 كيلوغرامات من النحاس وهي ذات قيمة تاريخية هامة. 

هاجر الكريمي المكلفة بالبحوث الأثرية والتاريخية في المعهد التونسي للتراث ذكرت في تصريح أن الشرطة في مدينة المنستير (وسط شرقي تونس) حجزت قطعا أثرية وجدت على أرض مخصصة لبناء مشروع سكني خاص بعد مشاجرة حادة بين عاملين في فرز القمامة والفضلات المنزلية غالبا ما يبحثون عن النحاس والحديد لإعادة بيعه. وأضافت أن المشاجرة اندلعت إثر الكشف عن مجموعة من المهاريس الفضية وقطع منقوشة ومزخرفة من النحاس وأن هدفها كان استئثار كل واحد منهم على تلك القطع الفضية والنحاسية وهي التي أدت إلى الكشف عن هذا الكنز الأثري الثمين وتدخل قوات الأمن لحجز كامل القطع الأثرية المكتشفة.

الكريمي أشارت إلى أن تلك المهاريس مصممة وفق تقنية قديمة جدا وهي (الصب في القوالب). كما عثر في موقع النزاع على 23 قطعة من الحجارة المنقوشة وهي قطع معمارية أثرية زخرفت بها واجهات الأبواب والشبابيك خلال الفترة العثمانية وبالتحديد من أواخر القرن 17 إلى حدود القرن 19، بالإضافة إلى قطعة أثرية رومانية هي رأس من الرخام الأبيض يرجح أنها لشخصية تاريخية مهمة.

نقلت هذه القطع الأثرية إلى مخازن المعهد التونسي للتراث للاحتفاظ بها وترميمها وصيانتها ودراسة الحقبة التاريخية التي تعود إليها بتحديد علمي أكثر دقة.