أن تعيش لتغني وترقص فقط هكذا يعيش غجر الحواش في سوريا

يعيشون مع الشمس بسمرتهم الجميلة يغنون…يرقصون…ويبنون خيام معتّقة بموسيقاهم ومزيّنة بأمل لهذه الحياة. كثيرة هي الأسماء التي تطلق عليهم في سوريا  “النّور- القرباط – الزّط – البراكي –الغربتي “. تميزهم موسيقاهم، أزياءهم الملونة، ووشومهم المرسومة على بشرتهم السمراء التي تدل على تداخلات العروق الهند-آريّة.

في الريف الغربي لمدينة حمص وبالتحديد قرية الحواش، تسكن جماعة من الغجر اكتسبوا صفة السكان المقيمين رغم عدم امتلاكهم لأي جنسية أو دين. يتفاخرون بوجودهم في هذه القرية منذ حوالي القرن وبعلاقاتهم الطيبة مع أهالي القرية الذين لاتخلوا قصصهم القديمة من ذكريات ومواقف معهم، وعن طبيعة الغجر وعفويتهم وكونهم عنصر أساسي في كافة أعراسهم ومناسباتهم.

يقول “ياسر” وهو من غجر الحواش لبركة بتس: “حياتنا قائمة على البساطة ليس لدينا هموم ولامشاكل في الحياة وما يهمنا هو السعادة ونشعر بالثقة عندما نكون جزء من أعراس القرية وأفراحها “.

ترى صور الغجر الخيالية واقعاً في هذه القرية نساء غجريات بثياب فضفاضة مزركشة وملونة، يتصدقن من البيوت طعاماً أو مالاً لقاء القيام بأعمال منزلية، بينما تعلو ضحكات الأطفال وهم يلعبون أمام خيامهم. أما الرجال يقضون يومهم جالسين في خيامهم يتدربون على عزف مقطوعات لأغانٍ جديدة معتمدين على موهبتهم في العزف على الطبل والزمر، على الرغم من عدم معرفتهم لأي نوتة موسيقية، فمهنتهم الوحيدة التي يتقنونها هي العزف في الأعراس ليشارك من يسمع أنغامهم التراثية في الرقص دون تردد.

ويتقن الغجر العزف على آلة البزق فقد اشتهر منهم “مطر محمد” الذي كان من المبدعين على آلة البزق سافر إلى لبنان، واتسعت شهرته بعد أن أصدر له بيت الثقافة العالمية في باريس اسطوانة تضمنت بعض مقطوعاته، ومن أعماله ألحان أغنية ” أخدو الريح” للفنانة صباح، وأغنية “فوق الخيل” و”دقي دقي يا ربابة” للفنان عصام رجي .