هل كنتم تعرفون القصص وراء هذه الأمثال العربية من قبل ؟

نورد قصص الأمثال القديمة، وأستشهد بقول الشاعر الأندلسي ابن عبد ربه في تعريف الأمثال : “إنها وشي الكلام، وجوهر اللفظ في كل زمان، وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة”، وهذه قصة ثلاثة أمثال من التراث العربي القديم، يبدو أنها باقية ما بقي الزمان :

كل فتاة بأبيها معجبة : اجتمعت أربع فتيات قالت الأولى منهن : إن أبي يكرم ويعظم النار، وينحر العشار بعد الحوار، ويحمل الأمور الكبار، فقال الثانية : إن أبي عظيم الخطر، عظيم الوزر، عزيز النفر، أما الثالثة فقالت: إن أبي صدوق اللسان، كثير الأعوان، يُروي السنان عند الطعان، وكان جواب الرابعة: أبي كريم النزال، منيف المقال، كثير النوال. ثم ذهبن إلى إمرأة عاقلة في الحي وقلن لها: اسمعي ماقلنا واحكمي بيننا واعدلي، فأجابت: كل واحدة منكن بأبيها معجبة.

الجار قبل الدار: يُذكر أن المثل مأخوذ عن قصة رجل كان جاراً لأبي دف البغدادي (المعروف بأخلاقه الحميدة)، حين ألمت بهذا الرجل مُلمة وأصابه قتر الحال، قرر بيع بيته ليسدد الديون المتراكمة عليه، فعرض بيته للبيع بألف دينار، مع أن ثمن البيت لا يساوي أكثر من 500 دينار، فلما أخبره الناس عن ذلك، قال لهم : أعلم لكني أبيع البيت بـ 500 والـ 500 الأخرى أبيع جوار أبي دلف البغدادي، فلما سمع الأخير بقول الرجل، سدد عنه ديونه ووصله وواساه في مصيبته.

 خذوا الحكمة من أفواه المجانين : يُذكر أن رجلاً من الأغنياء وافته المنية في بلادٍ غير بلاده، وحين وصل الخبر إلى أولاده، قرر الأكبر منهم تحديد موعد للعزاء لكن الأخوة طالبوا بالميراث على الحال، ولم يستمعوا لرأي الأكبر بالإنتظار حتى الانتهاء من مراسم العزاء، وسارعوا إلى القاضي يشكون أخاهم الأكبر فأرسل القاضي له أمراً بالحضور، فأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ توجه الرجل إلى أحد عقلاء البلد ليستشيره في الأمر وإيجاد مخرج، ففيه سُبّة لهم إن رآهم الناس يتقاسمون الميراث قبل انتهاء العزاء، فأشار عليه الحكيم بأن يستشر فلاناً من الناس، وكان مجنوناً فتسائل الرجل كيف يحل هذا المجنون مسألة عجز في حلها العقلاء، ولما أخبر المجنون بالقصة أجابه : قل لإخوانك هل عندكم من يشهد بأن أبي قد مات؟ وعند المثول لدى القاضي أعاد عليه ما قاله المجنون له : أن أبانا توفى في بلد بعيد وجاءنا الخبر ولايوجد شاهد على ذلك، فقال القاضي للأخوة عليكم بالشهود، وضلت القضية مُعلّقة قرابة سنة ونصف. قال لهم الأخ الأكبر لو صبرتم أسبوع كان خيراً لكم وأعقل . وفي ذلك قيل المثل.

 هل كنت تعرفون قصة هذه الأمثال من قبل، شاركونا بأمثال أخرى لقائمة جديدة