الفُل اليمني: زهرٌ فوّاح وتقليد ارتبط بحكايات الحُب

© المشهد اليمني- مأرب الورد

يبدأ اليمنيون يومهم بتحية “صباح الفل” وينهونه بالعبارة ذاتها “مساء الفل” هذا ما اعتادوا عليه، وما بين الصباح والمساء تفوح رائحة الفل -خاصةً في هذه الأيام- أينما تجولت في الشارع اليمني، الفل –الياسمين اليمني- بأوراقه الكبيرة نسبياً وبياضه الناصع ورائحته الفواحة ارتبط بثقافة اليمنيين رجالاً ونساءً فُقراءَ وأغنياء وبات ذو رمزية خاصة لديهم، فالفل للجميع هناك، في الطقوس والمناسبات، في الأشعار والأغنيات، وحتى في كسب الرزق.

ما أن يُطل فصل الربيع على اليمن حتى نقول أن موسم تفتُّح زهر الفل قد حان، وبقدوم الصيف ينتشر بائعو أطواق الفل في كافة مدن اليمن، انتشاراً يختلف من مدينة لأخرى، فتركُّز زراعته في المناطق الحارة مثل تهامة شمالاً ولحج جنوباً (عاصمتا زهر الفُل) يجعل رواج بيعه أكبر هناك، ومع ذلك فلا تخلو أسواق اليمن من باعة أطواق الفل، كونه الضيف المُرحب به في كثير من المناسبات والرمز في التعبير عن الحب والمودة، ففي الأعراس جرى تقليد ارتداء العريس والعروس قلادة كبيرة من الفل، وفي حفلات الأعياد وخريجي الجامعات وغير ذلك من المناسبات، كما اعتاد اليمنيون تخصيص يوم الخميس من كل أسبوع لتقديم الفل لأحبائهم بحسب ماذكر أحد سكان مدينة صنعاء.

يُذكر أن البداية مع زراعة الفل في اليمن كانت على يد رجل يدعى أحمد فضل القمندان، هو من جلب غرسة الفل من الهند وزرعها في بستان الحسيني بلحج، ومن ثم انتشرت زراعته في مناطق أخرى، وبمساحات واسعة تُقدر فقط في الحديدة وتهامة بحوالي 16 هكتاراً موزعة على 1200 مزرعة.

فإن تجولت يوماً في اليمن أنصحك بأن تتفقّد جيبك وتبحث عن دولارٍ واحد، ثم تلفّت حولك –ستجد الكثير من باعة الفل- وانتقِ طوقاً من الفل (1- 10 دولار) ثم فكّر بالشخص الذي ستهديه إياه بعد أن تردد على مسامعه أبيات الشاعر التُهامي عبد الرحمن الآنسي:

وأبيض الفل ذاك الأزهر

شبيه ثغر الرشا الأغرّ

من رصف زهرة ومن تمشقر

ورصفه ساعة السمر