هذه هي قصة شم النسيم .. ولهذا يأكل المصريون الفسيخ

احتفل المصريون أمس بشم النسيم. الفسيخ، البيض الملون، النزهات النهرية، والاسترخاء في الحدائق احتفالاً بقدوم الربيع. مهما كانت الظروف، لا يفوِّت المصريون هذا اليوم المميز. بل نشرت صفحة مغارة الذكريات عبر فيسبوك صوراً لنجوم زمن الفن الجميل فى أعياد شم النسيم حيث نشرت الصفحة، صورة للفنانة وداد حمدي مع سمك الفسيخ فيما تحمل سعاد مكاوي فى صورة أخرى سمكتين من الفسيخ، والأجمل صورة ترجع لعام 1955، تجمع الفنان الكبير فريد شوقي وهو يأكل الفسيخ بصحبة النجمة ليلى مراد والنجمة مديحة يسرى والنجمة هدى سلطان.

ويرجع تاريخ المهرجان الذي يقام سنوياً في فصل الربيع، إلى حوالي خمسة آلاف عام. فيما يعتقد المؤرخون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس “أون”، وتعود تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهو عيد يرمز إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم.

وتحول الاحتفال بعيد “شم النسيم” إلى مهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر). وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة، بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة.

والفسيخ  هو “السمك المملح”، وظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وللمصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.

وقد استرعى ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي “إدوارد وليم لين” الذي زار القاهرة عام (1834م) فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله: “يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم؛ ليتَنَسَّموا النسيم، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل”. وهي نفس العادات التي ما زال يمارسها المصريون حتى اليوم.

هل أنت مصري؟ هل احتلفت بشم النسيم هذا العام؟ شاركنا تجربتك في تعليق.