ليبيون يُجسدون تاريخ وحضارة المدينة العتيقة في طرابلس بعين الفنان

بأسواقها التي تتخذ شكلاً معمارياً خاصاً، وأسوارها وأزقتها الضيقة أيضاً، بمبانيها الأثرية التاريخية التي تعود لمئات السنين، بالتفاصيل التي عششّت زمناً فيها والحكايات التي حدثت داخل الأسوار، تتنفس المدينة القديمة في طرابلس الليبية بهذه الذاكرة عبق الحضارة والأصالة وتختزل في ذلك كله إلهاماً لمن سيمر بها أو يقرأ عنها، ولكي تُحافظ على هذا التراث كهوية ودلالة حضارية للأجيال القادمة، أخذ مجموعة من الشباب المتطوع ضمن منظمة ( Scene – س للثقافة والمعمار ) على عاتقه هذه المهمة وبالفن جسدوا رؤاهم وسلطوا الضوء على أهمية هذا المكان التاريخي.

سلسلة تجمع الفنانين الليبين لإنقاذ المدينة القديمة في طرابلس هي إحدى النشاطات التي تقوم بها منظمة ميدانية (Scene – س للثقافة والمعمار ) التي تنظم وتنفذ النشاطات بمجهود ودعم ذاتي، تتركز حول الحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية لطرابلس خاصةً وليبيا عموماً. وتأتي هذه المساعي بعد بحوث ودراسات أكاديمية من قبل أعضاء المنظمة ونقاشات مع شخصيات وجهات متخصصة، تقول المهندسة ريم مديرة المنظمة لبركة بتس، وتضيف : “ليتم ترجمتها إلى الواقع من خلال نشاطات مرحة وبطرق مبسطة، حيث يأتي هنا دور الفنون كوسيلة خفيفة الظل، سهلة الاستقبال، للتعريف بقيمة التراث وأهميته التاريخية”.

توضح المهندسة ريم أن نشاط الحملة الأخير (تجمع الفنانين والرسامين) الذي إنطلق في التاسع من نيسان/ إبريل الماضي، جاء لتنشيط المدينة القديمة كمركز ثقافي للعاصمة طرابلس وتسليط الضوء على أهمية المكان التاريخي والمشاكل التي يواجهها من إهمال، بعد دعوة عدد من الفنانين الرسامين والمصورين لتشجيعهم على تجسيد تاريخ وحالة المدينة القديمة من خلال عين الفنان وإيصال رسالة تمتد إلى خلف أسوارها.

 اسم المنظمة باللغة الانجليزية هو مصطلح يستخدم في مجالات الفنون و بالخصوص في مجال المسرح والسينما، ويعني “المشهد”؛ حيث أن المشهد يتكون من عنصر مكاني وحركي أو حواري لإيصال رسالة أو قصة معينة. وحرف ‘س’ في نحو اللغة العربية هو إصرار على المستقبل، (مثلا: ليبيا ستكون).

نسأل كيف سيكون المشهد بوجود هذا الشباب الواعي لأهمية تاريخه وحضارته ؟ هل لديكَ مشهد ورسالة سترويها مثلهم عن بلدك ؟ شاركونا ذلك بتعليق.