من أقدم مقاهي طنجة وأكثرها بساطة .. مقهى بابا المغربي قبلةُ مشاهير العالم

بعد أن تمر بأزقة المدينة القديمة (القصبة) في طنجة المغربية ويلفحك هوائها اللطيف القادم من البحر المتوسط وتشعر بتلك الحيوية المفعمة، المتأتية من رونق المكان وجمالية الأسوار والأبواب العتيقة وبكل شيء يحتضنه، ثم أُصبت بشيئٍ من التعب وأردت أخذ قسطٍ من الراحة وإرتشاف فنجان من القهوة أو شرب كأس من الشاي بالنعناع، فلا تتردد في سؤال المارة هناك عن “مقهى بابا” وسوف يشيرون لك إلى مكانه، فهو من أقدم المقاهي في القصبة إن لم يكن أقدمها. والجميع يعرفونه تماماً.

يعود تاريخ مقهى بابا المغربي إلى عام 1942م، حيث يُعتبر أول مقهى يفُتتح في القصبة بحسب ماذكره عبد الغني الطنجي –صاحب المقهى- لوكالة الاناضول، وهو عبارة عن بناء بسيط يمتد على مساحة لاتتجاوز الستين متراً ويحتوي على تفاصيل تعبق بالتراث المغربي العريق وببساطة متناهية في التصميم والأثاث الذي يقتصر على الكراسي والطاولات التقليدية، ثم يُفضي عبر بهو إلى شرفة تُطل مباشرة على البحر، ومع هذه البساطة التي تكتنفه إلا أنه قُبلة للسياح ومشاهير العالم من فنانين ومثقفين وروائيين وسياسيين.

ستجد صاحب المقهى يأتي ويذهب متجولاً في مقهاه وبيده كؤؤس المشروبات مُبتسماً لزبائنه، فلا تتردد وقتها في فتح حديث معه وسؤاله عن تاريخ المقهى والشخصيات العالمية التي مرّت به، فهو سيحدثك بصدر رحب وبثقة تامة عنهم، فيشير لك إلى الحائط الذي وضع فيه صوراً لهؤلاء الشخصيات، “هذه زوجة ملك السويد زارتنا عام 1973، وهؤلاء أعضاء فرقة الرولينغ ستونز، وهذا وهذه ..) ولن ينسى كعادته ذكر الممثلة الثرية الأمريكية باربارا هاتن التي تسكن إلى جوار المقهى، فكثير من ضيوف حفلاتها كانوا يزورون مقهاه أيضاً.

هل اعتدتَ ارتياد المقاهي القديمة  من حين لآخر؟ حدثنا عن أحدها في منطقتك .