ألو شايفني ؟ لمباني بيروت المهجورة بوحها وأحلامها أيضاً

“مش إذا ما عم نسمع.. أو إذا ما منعرف نسمع، يعني البنايات المتروكة بهالمدينة ما عم تحكي. بخضم فَشْكَلِتنا بفكرة “ما بعد الحرب”، بيروت زِهئِت. هنّي زهئو. نحن منزهِّئ. انقسامنا بين”الحفاظ على التراث” والركض للمستقبل بزهِّئ. وبين ما عم نعدمن وحدة ورا وحدة، هالبنايات عم تتساءل.. “ألو، شايفني؟”

“ألو شايفني” مشروع للمعماري رأفت مجذوب، يعطي الفرصة لمباني بيروت المهجورة أن تحكي المباني قصصها ، وتنشرها على منابر التواصل الاجتماعي أيضاً. شاحنة خضار تجوب أحياء بيروت بهدف البيع، بينما تعرض الشاشة المثبتة عليها أسعار الخضروات. تتوقف الشاحنة عند 13 مبنى مهجور وشهير في بيروت لتبدأ كل بناية في سرد ما يعتمل في خاطرها عبر الشاشة ذاتها. 

يحمل كل مبنى شخصيته المتميزة، التي ستقرر بعد البحث عن تاريخها والأحداث التي مرّت عليها، ليُستنتج كيف يمكن أن تكون. “بعض المباني ستتكلم مع المارة، وأخرى قد تتكلّم مع مبنىً آخر قريباً منها، أو تغني مثلاً، لكنها ستجيب على الأسئلة التي توّجه إليها.” 

يقول مجذوب  لـ “العربي الجديد”: “هذه ليست مخلفات حرب، هي موجودة وتنتمي إلى الحاضر، ليست ذكريات عن العنف، وليست عقاراً أموره عالقة، وليست إرثاً لم يتم البت في أمره بعد، لذلك اقترحت النظر إليها كأشخاص موجودين بيننا، وهذا المشروع يسأل كيف نتصرف مع محيطنا”.

المشروع هو جزء من مشروع رواية يكتبها المعماري منذ ثلاثة أعوام، تضمن مشروعاً سابقاً تخيّل مجذوب فيه نافورة في شارع الحمراء، يرمي فيها الناس نقودهم المعدنية لكي تتحقق الأمنيات وتتحول أموالها إلى مال عام.

سينطلق مشروع “ألو، شايفني” يوم السبت في 4 تموز 2015، بدعم من “المورد الثقافي”، وسيمرّ على المحطات التالية: البيضة، برج المرّ، قصر داهش، محطة شارل حلو، هوليداي إن، سان جورج، مسرح بيروت، منطقة الفنادق، صخرة الروشة، مسرح إسترال، مسرح بيكاديلي، مبنى التابلاين ومسرح كوليزي.

يمكنكم متابعة المشروع عبر “إنستغرام” “تويتر” و”فيسبوك“.