ماذا سقط من السماء على صحراء المغرب ليباع أغلى من الذهب؟

©AA

في إحدى ليالي شهر يوليو 2011 شاهد سكان قرية في الجنوب الشرقي للمغرب تسمى “تيسنت”، كرة نارية مضيئة تخترق أجواء المنطقة بسرعة كبيرة، وترتطم بالأرض على بعد كيلومترات من قريتهم الهادئة. علم أهل القرية بعد ذلك بشهور أن ما شاهدوه كان نيزكا فضائيا من نوع نادر.

ما لفت الانتباه إلى القرية الصغيرة ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن ما اصطلح عليه بــ”نيزك تيسينت”، هو حجر فضائي قادم من كوكب المريخ، اشتراه متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بمبلغ مالي وصف بأنه “خيالي”، يفوق بأضعاف كثيرة الميزانية السنوية التي يخصصها هذا المتحف لإقتناء مثل هذه الأحجار.

وفقاً لتقارير علمية متخصصة، يعد الحجر الذي وجد على بعد 70 كيلومترا شمال مدينة طاطا المغربية، من أهم الأحجار الفضائية التي سقطت عل وجه الأرض خلال المائة سنة الماضية، حيث يكشف عن معلومات لا تقدر بثمن حول كوكب المريخ”.

جلال الركيبي شاب في منتصف الثلاثينات من عمره يعيش في أكادير، ذكر للأناضول أن رحلة البحث عن النيازك في الصحراء “تجربة محفوفة بالمخاطر وتتطلب صبرا كبيرا للوصول إلى عينة من الصخور الفضائية”.

ويضيف أنهم يخرجون مع الرحل إلى الصحراء للبحث عن النيازك عندما يعلمون بسقوطها في مكان معين، وقد يستغرق البحث أحيانا أكثر من شهرين، ليتابع قائلا: “عندما نعثر على بعض الحبيبات الصغيرة من النيزك يعطينا مؤشر على وجود أجزاء أكبر حجما في مناطق قريبة، وقد يصل وزنها أحيانا إلى أكثر من سبعة كيلوغرامات”.

بالطبع نشط الاتجار بالنيازك في المغرب التي تصل احيانا قيمتها بين 500 و1000 دولار للغرام الواحد، حسب نوعها وقيمتها العلمية وعمرها فوق الأرض، وتم بيع غرام واحد من “نيزك تيسينت”، بسعر يفوق عشرين مرة، سعر نفس الوزن من الذهب، وفق المصدر نفسه.

وتتمتع النيازك التي تتساقط في الصحاري المغربية بأهمية علمية كبيرة لأنها تسقط في الصحراء، ولا تتعرض لآثار التلوث المائي، ولا للتفاعلات الكيميائية للتربة، مما يساعد على الحفاظ على مكوناتها الأصلية.