ملاك اللاجئين: مغربية تنتظرهم على السواحل الإيطالية

تضع مكعبات الثلج على عينيها كيلا تنام، منتظرة طلبات إغاثة من مهاجرين عبر المتوسط، إيطالية من أصول مغربية، لكن تحكي العربية بلهجة شامية مخففة، قابلة اللاجئين من رحم البحر.

نوال صوفي ، 27 ربيعاً، شابة إيطالية مقيمة بجزيرة صقلية الإيطالية. ناشطة إغاثية ذاع صيتها في وسائل الإعلام الايطالية والعربية، صنعت لنفسها في الساحة السياسية والإعلامية الإيطالية، ليؤلف الصحفي والكاتب الإيطالي المعروف “دانييل بييلا” عنها كتابا بعنوان “Nawal, l’angelo dei profughi”، ومعناه بالعربية “نوال، ملاك اللاجئين”، يحكي فيه عن تجربتها كوسيط اجتماعي للتخفيف من معاناة المهاجرين.

بدأت نوال العمل الإنساني، منذ كان عمرهما 14 عاماً، وأول ما جربته كان مساعدة المشردين، من الإيطاليين والمهاجرين المغاربة، بغض النظر عن دينهم أو لغتهم وانتماءهم، ومع الوقت توجه اهتمامها نحو القضية الفلسطينية فخرج في مظاهرات ونظّمت بعضها. قررت نوال دراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وفي السنة الجامعية الثانية استطاعت العمل في المحاكم والسجون، كوسيط اجتماعي للتخفيف من معاناة المهاجرين.

تكرس نوال نفسها لاستقبال طلبات الإغاثة من اللاجئين غير الشرعيين القادمين من شواطئ البحر المتوسط الجنوبية إلى إيطاليا. تكلمهم، تهدئ من روعهم، تأخذ إحداثياتهم وكل التفاصيل الضرورية، تخابر خفر السواحل والشرطة الإيطالية ليسرعوا بالغوث. مهمة نوال تستمر مع وصول المهاجرين السواحل الإيطالية وحاجتهم للتواصل مع الصليب الأحمر متجاوزة حاجز اللغة، تترجم ما يحتاجه الواصلون الجدد إلى الإيطالية.

ونوال التي ولدت لأب وأمّ مغربيان، هاجرا إلى إيطاليا قبل 30 عاماً، لم تدرس نوال العربية لكنها تجيد التحدث بها، وتستخدم اللهجة الشامية في تواصلها مع السوريين.