نحو تكنولوجيا تدرك بماذا نشعر: رنا القليوبي تتحدث في تيد المرأة 2015

من كامبردج حصلت على الدكتوراه قبل خمس سنوات، على القائمة ذاتها التي ضمت أهم 35 مخترع واعد في العالم، وضعت اسمها باختراع يبدو للوهلة الأولى حبكة مثيرة لإحدى أفلام الخيال العلمي. ماذا إن تأمّل برادك المزود بكاميرا ملامح وجهك، ليقرر هل تريد أن تتناول شيئاً لأنك تشعر بالسوء فقط، أم أنك جائع حقاً. نمضي ساعات يومياً أمام حاسب محمول لا يدرك بماذا نشعر، بالملل، الوحدة، السعادة أو الإحباط. تخيل أن يستطيع الجهاز الأقرب إليك، مواساتك، تغيير مزاجك، ألا يعود كتلة جامدة عاجزة عن قراءة مشاعرك. عبر سنوات من التطوير، وبعد أن حازت على دكتوراه من جامعة كامبردج البريطانية، انتقلت للولايات المتحدة لتعمل ضمن مختبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على تطوير برنامج لقراءة المشاعر.

رنا القليوبي، هي مهندسة، مطورة، مخترعة وأم وزوجة مصرية، أسست شركة Affectiva لتطوير الذكاء العاطفي للأجهزة التكنولوجية. أمام جمهور تيد تختبر المهندسة الشابة اختراعها بذكاء وطرافة جميلين.

“بعد أن جمعنا 12 مليار نقطة معطيات من 2.9 مليون مقطع فيديو لمتطوعين من 72 دولة حول العالم رحبوا بأن يشاركونا مشاعرهم، تمكنّا من بناء خوارزمية لتطبيقٍ يستطيع قراءة ملامح الوجه، وتحديد مشاعر المستخدم”. مميزة بين الابتسامة العريضة وتلك الواطئة، يتمكن التطبيق من تحليل تحركات وانكماشات عضلات الوجه، ليعرف هل تشعر بالغضب، السعادة، الحزن أو فقط الملل.

تشرح القليوبي آلية عمل التطبيق، والمجالات الواعدة التي يمكن توظيفه عبرها، من برمجيات لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، للتطبيقات التعليمية التفاعلية. تقول: “أظن أنه خلال الخمس سنوات القادمة، ستزود كل أجهزتنا برقاقة عاطفية، ولن نتذكر كيف كنا نعبس أمام جهاز دون أن يسألنا: آه لم يعجبك هذا؟ أليس كذلك؟”

داعية جمهورها لنشر فكرة التطبيق لتوسيع مجالات الاستفادة منه، منوهة إلى حدي استعماله إيجابياً وسلبياً، “ندرك احتمالات ومخاطر سوء الاستخدام، لكن بعد أن أمضيت سنوات أقوم بهذا، أؤمن أن توفير تكنولوجيا ذكاء عاطفي تفيد الإنسانية أكثر بكثير من تبعات سوء الاستخدام”.

يذكر أن القليوبي اختيرت من قبل مجلة ” Entrepreneur  “ضمن أقوى 7 نساء لمشاهدتها في عام 2014”.

يمكنكم متابعة رنا القليوبي عبر تويتر.