زيت الزيتون الفلسطيني يجمع بين عبق تاريخه وفوائده الصحية العديدة

زيت الزيتون الفلسطيني .. تطهّرت به أجيالُ العصورِ الغابرة، وكانوا يأخذون بغصونِ شجره ليضعوه على رؤوس المنتصرين، حيثُ كان رمزاً للمجدِ والغنى والقوة والسلامِ والخصوبة والنقاء، وكان الزيت وثمرُه يقدّم كهدايا وقرابين إلى الآلهة والملوكِ والحكّام. وبين جدرانِ البيوت، كان يستخدم في مصابيح الإضاءة، فيُغطي بنوره الظلام.

ومنذ البداية، كان يعتبر الزيتون من ثمره وزيته مقدساً، فكان الإدعاءُ بأن أول شجرة زيتون قد نمت في أثينا هو مصدر الفخر والإعتزاز لدى الأثينيين اليونانيين القُدماء. وهو من أول الأشجار، وربما الوحيدة، التي ذكرت في الكتب السماوية المقدسة جميعها من توراة وإنجيل وقرآن. فذُكر في العهد القديم والحديث أن غصنها المبارك كان ما حملته الحمامة إلى نوح لتبشره بإنتهاء الطوفان، والمسيح هو الممسوحٌ بزيت الزيتون الفلسطيني المقدس. وفي القرآن قورن نور المصباح الموقدِ من زيت زيتونة مباركة الذي يكاد يضيء من شدة لمعانه، بنور الله.

وقد امتدت أغصان الزيتون نحو السماء منذ أكثر من 7 آلاف عام، وخاصة في فلسطين، حيث يوجدُ اليوم أشجار زيتون عمرها يزيد عن الـ3 آلاف عام في مناطق مختلفة من فلسطين كعرابة ودير حنا والجليل، والتي تعد من أقدم أشجار الزيتون الباقية حتى اليوم في العالم.

ولكنّ الزيتون وزيته ما كان ليقدّس لولا فوائده الكثيرة، والتي طغت على كل من استخدمه منذ بداياته وحتى اليوم.

زيت الزيتون الفلسطيني ما بين التاريخ والفوائد

هناك عدد كبير من الفوائد التي يمتاز بها زيت الزيتون، ليكون السبب في إدراجه ضمن الحميات الغذائية المختلفة، فهو غني بالمعادن والفيتامينات الأساسية والمهمة لصحة الإنسان، حيث يحتوي على فيتامينات D، A، K وفيتامين E، ومن هنا تنبع بعض الأهمية المرتبطة بتناوله!

إن المعتاد على تناول زيت الزيتون يلاحظ دوماً الآثار الإيجابية لذلك، أما من لا يقوم بذلك فسوف يجد التشجيع الذي يدفعه لتناوله بشكل يومي بعد معرفة فوائده، والتي اتفق عليها الباحثين والعلماء الذين قضوا وقتهم يبحثون فيها، والتي تشمل:

ولمن يبحثُ عن طريقة تساعده في التخلص من الدهون خاصة في منطقة البطن، فإن زيت الزيتون من الممكن أن يكون الوسيلة المثلى لذلك، لما يحتويه من أحماضٍ أحادية غير مشبعة، بالإضافة لقدرته على إدارة الوزن بسبب مساهمته في تقليل الشعور بالجوع.

وتمتد فوائده أيضاً من الصحة إلى الجمال، حيث يساهم في الحفاظ على البشرة والشعر. فمن منا يجهلُ أن زيت الزيتون يدخل في تصنيع أغلبِ منتجات الشعر والبشرة، إن لم يكن كلها! كما أنه المادة الأساسية الأولى في صناعة صابون زيت الزيتون، فيعمل على تنقية البشرة، وترطيبها، والمحافظة على نضارتها، ووقايتها من الشيخوخة المبكرة والترهل.

واستخدم منذ القدم في تنعيم الشعر، وتقويته، وزيادة مرونته، وتهدئته، والحفاظ عليه من الجفاف والتقصف، ومنع تساقطه، بالإضافة إلى الحفاظ على لونِه والوقاية من ظهور الشيب المبكّر.

زيت الزيتون الفلسطيني وفخامة الإنتاج

في فلسطين، تعتبر زراعة الزيتون أهم قطاع إنتاجي زراعي، وبالإعتماد على تقديرات اتحاد الجمعيات التعاونية الزراعية الفلسطينية، فإن 80% من نسبة الأراضي الزراعية الفلسطينية عبارة عن أراضٍ مزروعة بالزيتون. بالإضافة لذلك، يعتبر زيت الزيتون الفلسطيني البكر أحد عناصر الأمن الغذائي لدى الفلسطينيين، وأحد مصادر الدخل الرئيسية لهم حيثُ يقدّم ويعرض زيت الزيتون الفلسطيني للبيع في أغلب مناطق وبلدان العالم أجمع.

يتميز زيت الزيتون الفلسطيني بكونه واحداً من أجود الزيوت في العالم، وخاصة زيت الزيتون الفلسطيني البكر الذي لا تتغير مواصفاته، بحيثُ يستخرج من أفخر أنواع الزيتون. بالإضافة لمروره في سلسلة من العمليات الطبيعية البعيدة عن أية استخدامات للكيماويات أو المبيدات أو الأسمدة الكيماوية المصنعة، حيث يتم قطفه في البداية يدوياً، مما يحافظ على جودة الثمرة وصحتها في الوقت والزمن الملائم لنضوجها. ويتم عصرها بالطرق الفيزيائية الطبيعية، باستخدام المعاصر الطبيعية المنتشرة في كل أرجاء فلسطين، والتي تعمل الأيدي الفلسطينية منذ قدمها على قطفه وضغطه وعصره.

وفوق كل ذلك، فهو يحملُ رائحة وطعم قدسية المكان، وعبقه وتاريخه، وقصص من زرعوه بذرة، واعتنوا به غصناً، وسقوه من أياديهم حتى استوى وكبر وأزهر وأثمر.