إنتاجُ أزياء للنساء .. أهميته والدور الذي يلعبه في مجاراة اهتمامتنا وثقافاتنا

عادة ما يتأثّر الزي الذي ترتدينه بشخصيتك، أو اهتماماتك، أو حتى أنه في بعض الأوقات من الممكن أن يحصلُ العكس، فيؤثر إختياركِ لملابسك على شخصيتك. هذا ما دعى لخلق تنوعٍ هائل في تصاميم الأزياء، خاصة في الأزياء النسائية، فالعاملون على تصميم أزياء للنساء يأخذون دوماً بعين الإعتبار أن لكل واحدةٍ منا أزياؤها الخاصة، ونمطها وأسلوبها المعين في اللباس. وقد أكد العديد من عُلماء النفس وجود رابطة ما بين طريقة ونوع الأزياء، وما بين شخصيات مرتدينها. فمثلاً الأشخاص الذين يميلون إلى إرتداء الملابس الرسمية، أو اليونيفورم، هم أشخاصٌ في العادة منضبطون وملتزمون.

وقد أكّدوا أيضاً أن هذا الأمر لا يقتصر فقط على الملابس، بل يمتد إلى الإكسسوارات والشنط التي ترافقها، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من ما يُسمى أزياء للنساء. فلا يمكننا أن نتحدث عن الأزياء بكونها الملابس القماشية أو الجلدية فقط، بل يمتد مسمى الأزياء ليشمل الإكسسوارات، والأحزمة، والشُنط، وغيرها من هذه المكملات الأساسية. ففي كثيرٍ من الأوقات نشعرُ بأن هذه اللبسة أو تلك ينقصها شيء ما لتكون على أحسن وجه، وفي النهاية نكتشف أن هذا الشيء لم يكن إلا حزاماً جلدياً، أو سنسالاً، أو شالا. ولهذا لا يمكن أن نقلل من أهميتها أبداً!

وفي هذا السياق أيضاً، فإن إختيار الملابس لا يكشف شيئاً من شخصياتنا وحسب، بل من الممكن أيضاً أن يعمل على عكسِ مزاجنا ونفسيتنا، خاصة في الألوان التي نستخدمها، والتي في ذات الوقت من الممكن أن تعمل على تغيير حالتنا المزاجية إلى الأفضل أو إلى الأسوء. فقد لاحظ العديد من علماء علم النفس اللوني قدرة بعض الألوان على زيادة إنتاجية العاملين، وترغيبهم في العمل. وهذا ما يأخذه دوماً مصممو الأزياء بشكلٍ عام، والذين يصممون أزياء للنساء بشكلٍ خاص، بعين الإعتبار.

فمثلاً استخدامكِ للون الأحمر في الأزياء التي ترتدينها من الممكن أن يعطيكِ الشعور بالقوة والنشاط، ويقلل من الكسل والقلق العام الذي من الممكن أن يكون مرافقاً ليومك.

ولكن في المقابل، فإن اختيارك للون الأبيض يحفّز لديك مشاعر الهدوء والطمأنينة، وهذا بالضبط هو السبب وراء ارتداء الأطباء أزياءاً بهذا اللون.

ونرتدي عادةً اللون الأسود في المناسبات والحفلات الرسمية لأن اللون الأسود يُعطي الشعور بالهيبة والترفّع، بالإضافة لبثه الإحساس بالأناقة في نفوسنا عندما نرتديه.

ورغم ما خلقته العولمة من تشابهٍ في أنماط الأزياء العالمية، وخاصة الأزياء النسائية، إلا أنها لم تلغي أبداً القدرة على التنوع، أو قدرتنا على إتباع ومسايرة أذواقنا الخاصة في الأزياء التي نرتديها. ودائماً ما يتوافر أمامنا العديد من خيارات الملابس التي تتماشى مع شخصياتنا، أو ثقافاتنا، أو معتقداتنا، دون أن تتخلى عن كونها أزياء أنيقة أو أزياء عصرية.

فحديثاً، يشهدُ عالم الموضة تزايداً في الإهتمام بأزياء المحجبات والأزياء الإسلامية، وقد أقيمت العديد من عروض أزياء المحجبات في الآونة الأخيرة في عديد من دول العالم إبتداءً من تركيا التي شهدت مؤخراً عروض أزياء المحجبات 2016. وتشهد مؤخراً المواقع الإجتماعية بالإضافة إلى المواقع التجارية ظاهرة كبيرة في إحتوائِها لهذا النوع من الأزياء والتي أثبتت نفسها في الساحة بكونها أزياء عصرية وأزياء أنيقة لا تقل في جمالها بشيءٍ عن أية أزياء للنساء يتم تصنيعها بشكلٍ آخر.

لذلك، وبشكلٍ عام، فإن الأزياء هي عنصرٌ مهمٌ من ثقافاتنا، بالإضافة لكونها عنصرٌ هام في شخصياتنا، واهتماماتنا وحالاتنا المزاجية. لذلك علينا أن لا نقلل من قيمتها وأهميتها العامة ولا بأي شكلٍ من الأشكال، لأنها ببساطة جزءٌ لا يتجزأ منا.