يارا شهيدي … الطفلة الإيرانية الأمريكية النجمة في برنامج “بلاكـ – ـيش”

ولدت يارا شهيدي في 10 شباط من عام 2000 لأم من أصول مختلطة من أمريكية وإفريقية وقبيلة تشوكتاو من الهنود الحمر، ولأب إيراني. اختلاف البيئة الثقافية التي جاءت منها يارا ساعدها في أن تنمي في ذاتها القدرة على فهمٍ أوسع للقضايا الإنسانية والحقوق البشرية، والتي تبلورت في مشاركتها في برنامج “بلاكـ – ـيش” منذ سنتين والذي يعرض على قناة الإيه بي سي الأمريكية، ويطرح قضايا مجتمعية مهمة يواجهها الأمريكيين من أصل إفريقي في الولايات المتحدة، من مواضيع تخصُ العرق، واللون، والجنس، والفئة الطبقية والإجتماعية.

ولكن دور يارا في تنمية الوعي العام والإشارة إلى العنصرية التي يواجهها العديد من الأفارقة الأمريكيين لا يقتصر على مشاركتها في البرنامج. حيثُ أن يارا، رغم صغر سنها، تعد من نجمات هوليوود القليلات اللواتي لا يخفن من أن يعبرن عن آرائهن السياسية بشكلٍ متواصلٍ ومن على منابرهن على المواقع الإجتماعية. حيث أنها أعلنت على صفحتها على تويتر أكثر من مرة دعمها للحراك الذي يعني بـ”أهمية النفس السوداء” (والذي انطلق في عام 2013 بعد أن تم تبرئة جورج زيميرمان، الذي تسبب بمقتل طفل أمريكي من أصل إفريقي)، بالإضافة لمنهاضتها لأسس عامة في الحكومة الأمريكية، حيث اعتبرت احتفال الولايات المتحدة بيوم كولومبوس ليس إلا احتفالاً بالإبادة الجماعية التي واجهها السكان الأصليين للأمريكيتين، الهنود الحمر.

وتعبّر يارا دائماً عن فخرها بأصولها الشرق أوسطية، وتعبّر عن حبها لتعلم اللغة الإيرانية في وقت يواجه فيه العديد من الأمريكيين من أصول إيرانية التهميش. حيثُ يوجد في أميركا ما بين نصف مليون إلى مليون مهاجر إيراني والذين قدم أغلبهم إلى الولايات المتحدة في سبيعينيات القرن الماضي، إلا أن أغلب هؤلاء الإيرانيين يجدون صعوبات في التأقلم مع الثقافة الشعبية الأمريكية، خاصة مع وجود الصور النمطية التي تصور الإيرانيين والشرق أوسطيين بشكلٍ عام، خاصة في الأفلام الهيلوويدية، على أنهم آتين من ثقافة إرهابية.

لذلك، فبالوقت الذي ما زال يناضل فيه الأمريكيين من أصل إفريقي من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة العرقية، وفي نفس الوقت الذي يحاول فيه العديد من الإيرانيين المقيمين في أميركا أن يعرَّفوا بصورة عادلة بعيداً عن التعريفات المبنية على أساس قوالب معينة، وفي ذات الوقت الذي لم تزل فيه العديد من النساء يُضطهدن بناءاً على مقاييس ظالمة، تقف الطفلة يارا لتقول، أنا أفخر بأن أكون إمرأة جذورها تمتد في إفريقيا، وإيران، وقبائل الهنود الحمر.. أنا أفخر أن أكون إنسان.