بول غيراغوسيان .. أحد أعمدة فناني العالم العربي

لمن لا يعرفُه، فهو أشهر من في مجاله من فناني هذه المنطقة. وُلد بول غيراغوسيان عام 1925م في القدس لدى عائلة أرمنية كانت قد نجت من براثن الإبادة الجماعية في بلادها. اهتمامه بالفن بدء منذُ عمرٍ صغير، فالتحق بمعهد إيطالي في القُدس لتعلُم أصول الفن قبل أن تضطره ظروف النكبة للهجرة إلى لبنان، حيثُ أقام هو وعائلته في برج حمود في بيروت.

عمل في البداية كمدرس للفن في المدارس الأرمنية، إلا أنه إحتاج لمصدر دخل آخر، فاختار أن ينميه من موهبته الفنية ورغبته في الرسم، فقضى جلّ وقته في رسم وإنتاج اللوحات التي تصوّر وجوه جيرانه وساكني الحي الذي يقيم فيه، واستخدم في رسم هذه اللوحات ألوان الفحم والزيت التي بالإضافة إلى موهبته ساعدت على تصوير الحالة النفسية لساكني هذه اللوحات.


أقام العديد من المعارض الفنية خلال حياته، إبتدأها في خمسينيات القرن الماضي، وفي عام 1956م، فاز بول بالمركز الأول في مسابقة للرسم مكنته من الحصول على منحة من الحكومة الإيطالية لدراسة الرسم في إيطاليا، تلتها منحة أخرى من الحكومة الفرنسية لدراسة الفن في باريس.

تميّزت أعمال بول بقدرتها على تصوير الجوهر والمكنون الإنساني بداخلها، فركزت كثيرا من اللوحات على الشفافية القائمة بين أم وطفلها مثلاً. ولجأ بول إلى خلق لوحات ذاتية لنفسه، بالإضافة إلى اللوحات التي تصور زوجته وأولاده، أو التي تصور الغرباء. واستخدم في أعماله الورق والقماش، بالإضافة إلى استخدامه ألوان الزيت، والألوان المائية وأقلام الحبر. وتشبه لوحاته إلى حدٍ كبير الأيقونات البيزنطية، خصوصاً عند تمريره للريشة بشكلٍ عمودي على لوحته ليرسم الأجساد أو الوجوه.

اشترك بول غيراغوسيان في مئات المعارض حول العالم، وعُرضت لوحاته في دولٍ مختلفة كلبنان ومصر والعراق وفرنسا وإيطاليا والبرازيل واليابان وغيرها.

كما حصل على العديد من التكريمات والجوائز في العديد من دول العالم. وتُحفظ أعماله اليوم في مجموعات عامة وخاصة حول العالم، وفي عام 2011 قامت عائلته المكونة من زوجته وأبناءه الخمسة بإنشاء مؤسسة بول غيراغوسيان للحفاظ على الأعمال الفنية المتعلقة به.