أعمال عادل الليثي الفنية تصوّر البيئة المصرية بجمالية عالية

“البيت الفقير هو إللي ما فيهوش فنان” .. هكذا قالها الفنان المِصري الصاعد في مجال الفن التشكيلي، عادل الليثي. من الممكن أن نقول أن قصته مع هذه الموهبة وهذا الشغف الفني بدأت منذ طفولته، وبالتحديد عندما كان في الخامسة من عمره. فقد كان حينها، عندما تُقدم له شخصيات ديزني، بدلاً من أن يتابعها في مسلسلٍ كارتوني، أو أن يقوم بتلوينها داخل دفترٍ للتلوين، يأخذ بها ليعيد رسمها منذ البداية، محاولاً إتقان تفاصيلها.

بعد فترة قصيرة، بدأت تأخذ عائلته نصيبها في أن تكون جزءاً من آثار ألوانه على الورق، فاشتركتْ بذلك مع شخصيات ديزني بعد أن أخذ عادل يرسُم البورتريهات لها. إلا أنه وفي معظم الأوقات، حين يبدأ الإنسان بالإنخراط في المجتمع، تشغلُه “الحياة المجتمعية” عن موهبته. وهذا ما حصل مع عادل الليثي، الذي ترك الرسمَ أمام واجبٍ مجتمعيٍ يجبرُه على أن يهتم بالدراسة.

لذلك، من الممكن أن نقول أن البداية الحقيقية لقصة عادل مع الفن التشكيلي كانت من هنا: فبعد حصوله على بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال، وعملِه كمحاسب في مجال القطاع السياحي، قامت ثورة 25 يناير، الأمر الذي أدى لركود السياحة في مِصر، فخسر الكثير من العاملين في القطاع السياحي أعمالهم، وكان منهم عادل الليثي. كانت هذه الفترة هي الفترة التي بدأ فيها اهتمام الناس بموقع الفيسبوك يزداد، فازدادت أعداد المتابعين والقصص التي يحملونها. هذا الأمر مكّن عادل من أن يُعيد علاقته بالفن والفنون بعد أن كان من بيتِه يتابعُ قصص وأعمال الفنانين من كِبار ومبتدئين، فتعرّف من خلالهم على أنواع الرسم وأشكاله، والخامات والأدوات المستخدمة لإتقانه. والأهم من ذلك، وخاصة بعد تأمله في رسومات الجرافيتي في ميادين الثورة المصرية، أدرك أن الرسم ليس مجرد “شخبطة”، بل من الممكن أن يكون رسالة قائمة بحد ذاتها تمكّن العالم أجمع من أن يستوعب ويفهم أفكار وقضايا شعبٍ ما.

بدأ عادل الرسم بعد أن أدرك أنه السبيل الأمثل الذي سيوصله إلى هدفه في الحياة، والذي سيوصل من خلاله رسالته. استخدم القلم الرصاص والفحم في البداية، ثم انتقل بعدها إلى ألوان الخشب، ثم إلى ألوان الباستيل، وأخذ من الفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي منبراً له لينشر هذه الأعمال. بعد عام 2013، قرر أن يدخل في تحدٍ صعبٍ ويبدأ باستخدام الألوان الزيتية التي يعتبرها أساس التصوير والرسم، والتي استخدمها فنانو الحضارات القديمة كالفرعونية والآشورية، واعتمدوا عليها لتوثيق الأحداث، خاصة لما تملكه هذه الألوان من القدرة على البقاء لعمرٍ طويل.

استطاع عادل أن يشارك في أول معرض فن تشكيلي جماعي في عام 2013 بعد أن استطاع البدأ في شق طريقه في الوسط الفني المِصري، تلى ذلك مشاركته في العديد من المعارض الجماعية في مصر، ومن بداية عام 2015، أقام عادل ورشات لتعليم التصوير الزيتي والمستمرة حتى اليوم. ويعمل اليوم على التحضير لمعرضه الشخصي الأول، الذي سيُسميه “مصريات”، والذي سيحاول من خلاله تجسيد البيئة المصرية الغنية بثقافتها وحضارتها، والتي سيحاول نقلها في تفاصيل وملامح شخصيات أعماله التي ستكون عبارة عن وجوه مصريين من كافة أقاليم مِصر، من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها. ويطمح عادل أن يُقام هذا المعرض في دار الأوبرا المصرية، وأن يستضيف فيه الفنان محمد منير ليكون ضيف الشرف، ليس فقط لحبه الشديد له، بل أيضاً لأن معظم أعماله الفنية التشكيلية مستوحاة من أغانيه.

“الفنان هو إللي قادر على رفع الذوق العام والحسي عند أفراد المجتمع، لإن الفن عدو الجهل”: هذه هي رسالة عادل المُتجسدة في أعماله التي نعرض جزءاً صغيراً منها هنا. ولمتابعته على الفيسبوك

https://www.facebook.com/Adel-Elliethy-Art-Works-381339392027730/?pnref=lhc