فيلم فاطمة .. أفضل عمل سينمائي في مسابقة سيزار الفرنسية

فاطمة .. إمرأة من أصول مغربية، خاضت رحلة الهجرة إلى فرنسا، وبعد إنفصالها عن زوجها، واجهت تحدي تربية إبنتيها نسرين وسعاد، ذوات الـ18 و15 عاماً، في عالمٍ غريب عنها، بالإضافة لتحملها عبء الحياة العامة وأعباء المهنة التي إتخذتها سبيلاً لكي تحيا. حُلم فاطمة الأكبر كان تعليم إبنتيها وتوفير سبل العيش الأفضل لهما. ولكن مع مرور الوقت، ازداد عبء الإختلاف على فاطمة بعد أن أصبحت إبنتيها التي تعيشان في فرنسا لا تستطيعان التحدث باللغة العربية بشكلٍ جيد، مما أدى لخلق حاجز التواصل واللغة في داخل حدود المنزل الذي تعيشه فاطمة وخلق إحباطٍ ما في داخلها. ولتتغلب على هذا الإحباط، لجأت فاطمة إلى كتابة مذكراتها اليومية في لغتها الأم العربية، إلى أن وقع حادثٌ ما جعلها تسلك طريق محو الأمية، وتلجأ لتعلم اللغة الفرنسية، ومن هنا يأتي فيلم فاطمة الفرنسي.

فاطمة … هو فيلم فرنسي من إخراج فيليب فوكون، مستوحى من قصة حقيقية مدونة في روايتي “صلاة إلى القمر”، و”أستطيع المشي وحيدة” لفاطمة الأيوبي. يحاول الفيلم تسليط الضوء على الصعوبات والمشاكل التي يوجهها المهاجرون ومحاولاتهم الدائمة للتأقلم مع المجتمع. استطاع هذا الفيلم الفوز بالعديد من الجوائز، أهمها جائزة لوي دلوك الفرنسية في كانون أول 2015، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم. وجائزة سيزار الفرنسية في دورتها الـ41 من عام 2016، والتي تعادل جائزة الأوسكار الأمريكية، فاز فاطمة بجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل قصة مقتبسة، وفازت بطلة الفيلم زيتا هنرو بجائزة أفضل ممثلة واعدة.

وما يميز هذا الفيلم، أن المخرج فوكون لجأ إلى الإستعانة بإمرأة جزائرية هاجرت إلى فرنسا في 2002، ولا يوجد أي علاقة تربطها بالتمثيل أو السينما، لتمثيل دور فاطمة في الفيلم. وقد رُشحت ثريا زروال، والتي تتشابه تفاصيل حياتها الحقيقية بعض الشيء بتفاصيل دور فاطمة الذي أدته، لجائزة أفضل دور بطولة نسائية في مسابقة سيزار.