كيف يهدي الطلاب والطالبات الألمان أوقات فراغهم للاجئين السوريين؟

في مدينة كولونيا الواقعة غرب ألمانيا، أخذ مجموعة من الطلاب والطالبات الألمان على عاتقهم مهمة تعليم ومساعدة اللاجئين السوريين على تعلّم اللغة الألمانية. حيثُ يقضي هؤلاء الشباب والشابات الألمانيات أوقات فراغهم المدرسية في إعطاء دروس لغتهم الألمانية للاجئين السوريين الذين إلتجؤوا إلى أمن وأمان الدولة الألمانية بعيداً عن براثن الحرب التي طوّقت بلادهم السورية.

وكما عبّر أحد الطلبة الألمان المشاركين في تقديم هذه الدروس، فإنه من الأفضل دوماً أن يلجأ الإنسان إلى المحاولة في إحداث التغيير عوضاً عن مجرد التحدّث عن المشاكل وذكرها. وحاجز اللغة يعتبر مشكلة حقيقية يواجهها اللاجئين، فعدم إلمام المعرفة بلغة البلد وشعبها يزيد من صعوبة الإندماج بالمجتمع، فتقل بالتالي لديهم فرص إيجاد العمل، وفرص إكمال الدراسة، وغيرها من الأمور الأساسية والمهمة التي تمكّنهم من إستمرار العيش والحياة في المجتمع.

واللغة الألمانية بحد ذاتها تعتبر من اللغات الصعبة، إن كان ذلك في تعلّم اللغة، أو في قواعدها، أو في تركيب أحرفها وكلماتها، أو حتى في لفظ هذه الكلمات. حيثُ أنها من اللغات التي تعتبر خشنة وصعبة في الحديث واللفظ، بالإضافة لإختلافها بشكلٍ كبير عن غيرها من اللغات الشرقية والغربية المعروفة كالفرنسية والإنجليزية.

وقد أظهرت الحكومة الألمانية مؤخراً الإهتمام الوفير بهذا الشأن، حيثُ أنها توفر للاجئين الدروس والدورات الخاصة المجانية وذلك في مدارس خاصة في مناطق مختلفة من ألمانيا، وفي حال بُعد سكن اللاجئ عن المدرسة عن ما يزيد عن الـ3 كم، فإنها توفّر له المواصلات المجانية التي تقلّه من وإلى المدرسة. إلا أن الطلب على هذه الدورات والدروس كبير جداً، والمقاعد في هذه المدارس الخاصة ممتلئ بشكلٍ يبقى فيه العديد من اللاجئين على قائمة الإنتظار التي قد تطول حتى إلى ما بعد إنتهاء سنة 2016. ولهذا السبب بالذات يُهدي العديد من الأبناء والطُلاب الألمان من وقتهم لمساعدة اللاجئين الذين لم يحصلوا بعد على فرصة الإلتحاق بالدورات التي تنظمها الحكومة.

وحسب ما تذكُرُه المصادر، فإن الملتحقين ببرامج تعلّم اللغة الألمانية من اللاجئين تتراوح أعمارهم بين الـ 10 سنوات إلى ما يزيد عن الـ 70 عاماً الذين ما زالوا يملكون، رُغم ما واجهوه من صعاب، روحاً وحماساً وطموحاً للتعلم.