الجامعة الأردنية الهاشمية .. أول المستفيدين من مشروعها الريادي "شمس الهاشمية"

للعلم الدورُ الأبرزُ في نشرِ الفائدةِ على أرضِنا والأوطان التي فيها، وكثيرٌ من إنجازاتهِ تصبُّ في مصلحةِ الشعوب والبلادِ بكافة منشآتِها. استطاعت الجامعة الهاشمية الأردنية مؤخراً أن تحقق إنجازاً علمياً عالمياً في مشروعها الجديد الذي أسمتهُ “شمس الهاشمية”، وهو مشروعٌ رياديٌ تم فيه تركيب نظام الطاقة الشمسية بقدرة 5 ميغا واط، ليكون بذلك الأول من نوعه في الأراضي الأردنية كافّة.

تمكّنت هذه المحطة التي تم إنشاؤها بتمويل ذاتي من أن تُغطي ضعف حاجة الجامعة من الكهرباء، الأمر الذي مكّنها من “ترسيخ استقلال الجامعة المادي” بحيث أصبحت قيمة استهلاك الجامعة على فاتورة الكهرباء ديناراً واحداً فقط بعد أن كان يُصرفُ عليها ما يقاربُ الـ 250 ألف دينار شهري.

وقد جاء هذا بعد إعداد دراساتٍ ووثائق شاملة بجهدٍ ذاتي من قبلِ كلية الهندسة ودائرة المشاريع الهندسية في الجامعة، لضمان النجاحِ الباهر للمشروع، وتحقيق المُرادِ منه. وقد غطّت هذه الدراساتُ التي استمرت عاماً كاملاً كل الجوانب اللازم تغطيتُها، حتى جاءت بمشروعٍ إبداعي خلّاق من حيث حجمه ونوعه وقيمته الإقتصادية.

ويتكونُ المشروع من جزئين، الأول عبارة عن مزرعة خلايا كهروضوئية بسعة 4 ميغا واط، والثاني عبارة عن مظلات تُغطي مواقف السيارات وأماكن تنقل الطلبة والعاملين في الجامعة وزوارها بسعة 1 ميغا واط.

ومما يميزُ مشروع “شمس الهاشمية” ملائمتهِ طبيعة المكان، حيثُ وُضعت المظلات في المساحات المفتوحة بين المباني لتتماشى مع مناخ المنطقة، وبطريقةٍ جمالية تناسبُ مفاهيم التخطيط الحضري التكنولوجي. بحيث لا يتعارضُ مع البيئة الجامعية ويوفّرُ جواً متكاملاً يتماشى ببنيتهِ مع حاجات الطلبة والعاملين في الجامعة للدراسة والبحث والتدريب العملي، بالإضافة لكونهِ صديقاً للبيئة والتي من جوانبها تقليله من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقد قام العاملون على المشروع باستثمارِ كافة العوامل البيئية المحيطة التي ساعدت على إتمام المشروعِ ونجاحه، منها وقوع الجامعة الهاشمية ضمن منطقة الحزام الشمسي، والذي يوفّرُ أفضل الظروف لاستخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء، من هذه الظروف نسبة سطوع الشمس، وساعات النهار، ومعدلات الحرارة. وقد استثمر القائمون على المشروع أيضاً كافة الموارد البشرية والمادية المُتاحة، وعملوا على حُسن إدارتها واستخدامها وترشيدها.

وبذلك تكون الجامعة الهاشمية الأردنية خير مثالٍ للريادةِ والتميز والإبتكارِ بقدرتها على إجادةِ واستغلالِ العلمِ الذي تُقدمهُ لأبنائها.