نقي مخك.. أن تقول شيئاً لهذا العالم بغرابتك وطريقتك الخاصة

أن تكون جميلاً، يعني أن هناك سمةً لديك تخصُّك بهذه الصفة، أنت جميلُ ربما بالمبدأ الذي تملك، جميلٌ بحلمك، بروحك، بأفكارك وبأشياء أكثر وأكثر، نقول أيضاً كم أنت جميلٌ بغرابتك. وهنا تبدو الروح أكثر اتزاناً وأناقة في تضادها مع المألوف وتناغمها بذات الوقت مع فكرةٍ تود قولها ولا تقولها، أن لا تُفسر ولا تُعلل، كل ما في الأمر أنتَ تفعلها وتمضي، وتترك لأثرها الجميل أن يبقى حيث يبقى، ويتحدث عن نفسه.

في تلك الرغبة نحو الابتعاد عن الكلام النظري والمحاضرات المُشبعة بالعبارات المستهلكة والمكررة لدرجة الملل أحياناً، تذهب فنانة تشكيلية جزائرية إلى عمق الواقع وتنتشل منه، مشكلة ما أو حتى عادة مفروضة من قبل المجتمع، تضعها تحت الضوء وبطريقتها الخاصة. عبارة وحيدة، وصورة مُختزلة لتفاصيل المدينة والناس، وأشياء أخرى مفتوحة الاحتمالات تلُّفه قدرة هذه المرأة على التحدي ومعالجة فكرة.

سعاد دويبي، خريجة المعهد العالي للفنون التشكيلية، تظهر مجدداً في شوارع الجزائر لتقول كلمتها في مبادرة أطلقت عليها اسم “نقّي مخك” في محاولة لتسليط الضوء على التصرفات التي يفعلها البعض في المجتمع، فقط بعبارة تكتبها في الأماكن العامة أو على لافتة تحملها وتمشي بها بين الناس في الشوارع. تعتمد الدويبي في الصور التي ظهرت بها على أسلوب الغرابة والظهور بشكل مغاير، كرسالة منها على أن الاختلاف أمر يمكن أن يحدث، وليس بالضرورة أن يؤدي للخلاف. وتركز فيها على تفاصيل قد تحمل روح العبارة التي تُقدمها.

لم تكُ مبادرة نقي مخك هي الأولى التي قامت بها سعاد الدويبي، فقد سبقها العديد منها مبادرة “امرأة” والتي أضفت طابعاً خاصاً ومميزاً بفكرتها حول حق المرأة وحريتها، حيث ذكرت الدويبي ضمن حديث لها مع موقع الجزائر 24 بعد السؤال الذي وجهته لها الصحيفة عن السبب وراء خروجها للشوارع والقيام بهذا التحدي أن: “ربما خوفي و رغبتي الكبيرة في كسر ذلك الحاجز، كما أنني اعتبر تقمص عدة شخصيات بعيداً عن شخصيتي الحقيقية امراً جميلاً، و خروجي لأداء في الشارع هو أيضا هروب من عقلية الفن و الأروقة و المعارض التي لا يمتلك الجزائري ثقافة زيارتها و التجول بين اللوحات، فأصبحنا نقدم الفن لأنفسنا، نحن من ننتج و نحن من نستهلك، أردت تقريب الجزائري من الفن بطريقتي الخاصة.”

 

لمتابعة سعاد دويبي، يمكنكم زيارة صفحتها على فيس بوك من هنا.