سحر بغداد بأزقتها القديمة.. في عمل فنّي لشاب عراقي

رجل عراقي مُسن بتجاعيده ونظرته، بيوت على الطراز المعماري العتيق لبغداد أو مدينة أخرى في العراق، مقعد خشبي على عتبة البيت وتفاصيل بنكهة الأحياء القديمة، ألة العود والنرجيلة وتلك الشُرفة التي يعانقها سراج أزرق وطيورٌ تعبث على سماء الحي وتلهو على عجل. قصة تراث وحضارة عظيمة، وحكاياها التي تنتقل من جيل إلى جيل في أرجاء المكان هذا، تتركك أمام روعة الشرق وسحره ومع تنهيدة خفيفة وعبارة “كم كنا بسطاء.. كم كانت حياتنا أجمل”.

هذه التفاصيل يقدمها لنا الآن فنان عراقي شاب حوّل سيرة الماضي لعمل فني مُصغر، أغرقه بالتفاصيل العتيقة، ليضعنا أمام حالة تُعبر عن أسلوب الحياة في الأحياء الشعبية القديمة في العراق دون أن يسهو عن تفصيل، حيث يجعل من ينظر للعمل بعين أقرب قليل الحيلة أمام أن يُحدد بالضبط أهذا حي حقيقي أم لا، فإتقانه لأدق التفاصيل في المجسمات والتصاميم كان على أعلى مستوى، والتهامه نكهة الحياة كان ما قرّب العمل للحقيقة، بل جعله حقيقة فعلاً.

يوشك هذا العمل الفني على الانتهاء، يقول صاحب الفكرة ومنفذها الفنان عمار صباح العزاوي، الذي تحدث عن بداية اكتشافه موهبة فن الدايوراما وصنع المجسمات الصغيرة لديه، حيث قال: “حرفة وهواية صنع النماذج المصغرة والدايوراما. بدأت من خلال هوايتي في جمع نماذج مصغرة للسيارات والدرجات، فجاءت الرغبة بصناعة معرض مصغر لعرض النماذج وكان هذا اول عمل لي وكان من شروط عرض النماذج هو ان يتم تصويرها بشكل متقن لتظهر بشكل اكثر واقعية وهذا ما يسمى بالدايوراما”. وأضاف أن من بعد ذلك جاء القرار باستغلال هذه الهواية والشغف في عمل جديد و هو احياء التراث البغدادي على شكل نموذج مصغر بطريقة واقعية على حد تعبيره.

في بداية الأمر، يؤكد العزاوي (ماجستير إدارة واقتصاد- جامعة بغداد)، على الصعوبات التي واجهته في اختيار نوعية المواد وقلة المعلومات حول هذا المجال، إلا أن الدعم المعنوي الذي حصل عليه من الأصدقاء والمقربين، كان حافزا لديه في مواصلة طريقه في هذا العمل الذي أخذ الكثير من وقته لكي بخرج بأفضل صورة بعد أن تمكّن أيضاُ من إضافة لمسات خاصة على النموذج، وبحسبه فإن العمل قدم له ثقة أكبر بالنفس ومنافع روحية تتجسد بالصبر وقوة الخيال.

 

لمزيد من المعلومات يُمكنكم زيارة صفحة العزاوي على فيس بوك، ومشاركتنا أرائكم حول عمله.