كجه جي .. أستاذ جامعي تركي يُحول الخردة إلى قطعٍ وتماثيل فنية فريدة

أن تُتقن فناً، فهذا بالأمر الرائع، ولكن أن تُحول الخردة البالية المتروكة للتحللِ والعفن إلى قطعٍ فنية يُحب الناس مشاهدتها وإقتنائها .. فهذا بالأمر الفذ والفريد، وفيه من التحدّي الكثير! استطاع الأستاذ الجامعي التركي كجه جي الفوز في هذا التحدي، حيثُ يُلقّبُهُ معجبونه بـ “الرجل المجنون” لقدرته على تحويل النفاياتِ التي يهرُبُ منها الناس، ويختارون غضّ أبصارهم عنها، إلى تُحف فنية من يراها يُحبُ لو يستطيعُ الإحتفاظ بها زينةً في مسكنه.

بدأ الأمرُ لكجه جي، الأستاذ الجامعي في قسم الفنون الجميلة في جامعة الفرات بولاية ألازيغ الواقعة في وسط تُركيا، كمُتعةٍ وهواية. حيثُ كانت أول تجربةٍ له في هذا الأمر هي صناعة الهياكل من الخرداوات في ورشة نظمتها كلية الفنون الجميلة في الجامعة. ولم يَطلْ الأمر قبل أن تتحول هذه الهوايةُ إلى ممارسةٍ فنية تشغلُ وقته، ومنها يجدُ التقدير على موهبةٍ قلما يوجدُ مثيلٌ لها بالشكل التي هي فيه.

فبالإضافة إلى قطع الخُردة التي يجمعها من أيِّ مكان يجِدُها، لا يستخدمُ كجه جي في إعادة تكوينها إلى بعض المواد البسيطة وأداة لحام، يستطيع من خلالها مثلاً تحويل نابضٍ ممتصٍ للصدمات الخاص بالسيارات إلى رقبةِ شخصٍ في تمثال!

وحتى اليوم، استطاع إبتداع أكثر من خمسين تمثالاً، من بينها تماثيل لشخصياتٍ مشهورةِ تُركية وعالمية، بالإضافة إلى تماثيل للجنود، ولحمار “نصر الدين خوجا”، المعروفِ لدى العربِ بجُحا.

ويلاقي كجه جي اهتماماً رحيباً داخل تُركيا لأعماله الفنية التي يُنجِزُها، خاصة بعد إقامته للعديد من المعارض الفنية في مجمعاتٍ تجارية في كل أرجاء الدولة التُركية. وتزدادُ يومياً الدعوات المقدمة إليه لتنظيمِ معارض جديدة ومختلفة لأعماله، ويزدادُ معها اهتمامُ الناس بها وإعجابهم الكبير بغرابتِها وفرادتِها، خاصة عند معرفتهم أنها ليست إلا صنيعةُ الخردة.

واليوم، يطمحُ الأستاذُ الجامعي كجه جي إلى أن يجول بأعماله الفنية العالم، ويقيم معارضاً لتماثيله المبتدعة هذه في دولٍ مختلفة خارج الحدود التُركية.