الحاجة أم سمير تكتشف موهبة الرسم عن عمر يناهز التسعين

شمالي الضفة الغربية، في قرية عرابة بالتحديد اكتشفت الحاجة الفلسطينية سميحة لحلوح “أم سمير” (87 عاماً) هواية فن الرسم لديها. تمسك أم سمير بيديها ألواناً خشبيةً ومائية لترسم كل ما تقع عليه عيناها، لتصبح المتفردة الفلسطينية الوحيدة التي تمارس هوايةً كتلك في هكذا سن.

أما عن بدايتها في الرسم تقول “لحلوح”: خُيل لي أن كلبا يصطاد فريسته، فطلبت من أحد أحفادي أن يشتري لي أقلاماً وألواناً ودفتراً، وبدأت بالرسم، كانت البداية مضحكة ولكنها جميلة”.

وأضافت “لحلوح”: “أرسم لأتغلب على وقت الفراغ، أستمتع بذلك وأرسم كل شيء، أفرح لذلك ويفرح لي الناس”.

كما وتحتفظ “لحلوح” برسوماتها، وترفض أن تهدي أحدا أيا منها، وتقول:”من يريد أن أرسم له لا أتردد بتلبية طلبه، أما رسوماتي فلا أفرط في أي منها، هي خاصتي”.

ولا تكتفي الحاجة سميحة “أم سمير” برسم لوحاتها فحسب؛ بل تتسامر ليلاً مع أحفادها، وترسم لهم واجباتهم المدرسية. تبتسم وتقول:”مرة طلبت مني حفيدتي أن أرسم لها صورة بمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة، فرسمت لها رجلا يرتدي قمبازا (لباسا تراثيا)، ويمسك بيده عقالا (يوضع على الرأس) ويَهم بضرب زوجته التي بدورها ترفع يديها خوفا منه”.

لا تقتصر مواهب الحاجة  سميحة على الرسم فحسب؛ فعلى مدى عشرات السنوات اشتهرت في بلدتها والبلدات المجاورة بحياكة الملابس، فكانت تعد واحدة من أمهر السيدات اللاتي يصنعن الملابس، ولا تزال تحتفظ بآلة الخياطة الخاصة بها حتى اليوم. كما تعدت موهبة “أم سمير” فن الرسم على الدفاتر إلى الرسم على جدار المنزل، حيث زينت جدران منزلها الخارجية برسومات الأزهار.

تخطط ابنتها “كفاية لحلوح” لتنظيم معرض لصور والدتها، وعند سؤال كفاح عن رسومات أمها عبّرت بقولها أن الرسومات قد تبدو بسيطة؛ ولكنها تعبر عن قصص، وتحمل كل منها معنى خاصاً جسدته والدتها بيدها المرتجفة بعد أن بلغت هذا العمر. وتضيف الابنة:”تتلقى أمي منا الدعم الكامل، نشجعها ونحن فخورون بها”. وتابعت:”في كثير من الأحيان أشاهد والدتي في الشوارع تقف بجانب بعض الصور وتعيد رسمها على دفترها”. وترى “الابنة لحلوح” أن والدتها وجدت ضالتها في الرسم، تجسد من خلاله ذكرياتها وآمالها، والأهم أنها قتلت وقت الفراغ بأسلوب ممتع”.

لا تملك “أم سمير” مرسما خاصاً، بل تستخدم فراشاً أرضياً متواضعاً. كما أنها تعتز كثيراً بلقب “الفنانة”، حيث تقول:”الكل في البلد بحكو (يتحدثوا) عني: الفنانة أم سمير (كنيتها)”. وللسيدة لحلوح 23 حفيداً، منهم طلبة على المقاعد الجامعية.