فتيات سوريات يحولن منفاهن إلى عالم إبداعي عماده صناعة الدمى الخشبية

تحدين الصعاب والإرهاب، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها اللاجئون في تركيا والعالم، إلا أنهن لم يقعدن مكفوفات الأيدي في انتظار العطف والدعم من أحد؛ بل تحركن بكيانهن القوي ليصنعن قوت عيشهن بأيديهن النواعم وبالإصرار على عدم الاستسلام حتى لو كنّ خارج أوطانهن، ليس ذلكَ فحسب بل كان للإبداع النصيب الأكبر مما تصنع أيديهن.

رجاء وآلاء وسبعة فتيات أُخريات هُن لاجئات سوريات لجئن إلى منطقة على الحدود التركية السورية، وبعد الوصول إلى هناك قررن الخوض في مهنة لا تُناسب نعومة أيديهُن ألا وهي مهنة النجارة وصنع الدمى الخشبية، بدافعٍ مِنهُن إلى عدم انتظار تحقيق آمال العودة إلى أوطانهن، واستغلال الوقت والجهد المتوفرين للسعي نحو توفير قوت الحياة.

وفي تقريرٍ صحفي أجراه تلفزيون العربي حول عملهن أوضحت إحداهُن بأنهن قد بدأن بممارسة مهنة النجارة منذ وصولهن إلى تركيا  وبالتحديد إلى مدينة حران؛ رغم عدم معرفتهن السابقة بها، مضيفة أنهن فكرن بعدم انتظار لحظات العودة إلى أرض الوطن، وأن الحل الأنسب عوضاً عن ذلك هو الانسجام مع الزمان والمكان المحيطين بهما والحفاظ على استمرارية حياتهن للحصول على مستقبل أفضل.

قام قائم مقام مدينة حران بخطوة إيجابية عندما أصدر قراراً يسمح للفتيات السوريات بالخروج من المُخيم لممارسة أعمالهُن اليومية، حيث تزوال الفتيات مهنة صناعة الدمى الخشبية التي يتم عرضها في معرض للمصنوعات اليدوية يعود ريعهُ لدعم العائلات والأطفال. وأشار أحد القائمين على المعمل بأن الفتيات السوريات ذوات موهبة؛ الأمر الذي ساعدهُ على تعليمهن هذه المهنة الإبداعية لما يمتلِكن من الصبر والعزيمة، وأنهن مواظبات على العمل طيلة فترة الدوام، كما أعرب عن رفضه فكرة اقتصار مهن كهذه على الرجال، وأن نجاح المرأة في مجال صناعة الألعاب والدمى يفوق نجاح الرجل.

هكذا تصارع النساء السوريات في ديار اللجوء مخلفات ورائهُن كل ألوان الخراب والدمار والحياة البائسة في مناطق الصراع، رافضات الامتثال لحياة اللجوء القاسية في المنفى بل دائما ما يثبتن ذواتهن بالتحدي والإصرار من أجل توفير العيش الكريم وتحقيق عامل الاستقلال المادي لهن ولعوائلهن دون إنتظار مد يد العون لهُن.