ملاحقة الهدف: الخطوة الأولى لتصبح إنسانا منتجا!

 

يقول هنري فورد:”إن العقبات هي تلك الأمور المخيفة التي تراها عندما تبعد عيناك عن هدفك”. فالتركيز المستمر على الهدف يبعث الهمة والأمل في الشخص ويجنبه المخاوف.

إني أرى أن الأولوية الأولى التي يجب مراعاتها لكي تصبح أكثر انتاجية في حياتك هي أن تحدد هدفك. أعلم بأنه قد تكون هناك كتب عديدة تتكلم عن كيفية تحديد الهدف، لكن ما قد يختلف في موضوع تحديد الهدف عموما وفي مقالتي خصوصا هو أني سأشارككم تجربتي الشخصية، عوضا عن النقل من الكتب التي أحترم كتّابها طبعا وأقدر جهودهم.

إن الهدف بمثابة وجهة أو قصد أو غاية تطمح للوصول إليه. وإذا كنت تعتقد أن الوصول إلى تلك الغاية من المحتمل أن يغير في نمط حياتك إلى الأفضل، فلا شك بأنك ستشعر بالحماسة والطاقة والحيوية للوصول إلى تلك الغاية، فأنت تدرك أن الوصول لتلك الغاية سوف يغير من حياتك للأفضل، فلماذا الخمول والكسل؟!

قد يسأل سائل:”لكني أدرك وجهتي وهدفي تماما، ومع ذلك فإني لا أشعر بالهمة للوصول إلى هذا الهدف، بل يراودني دائما شعور بالتشتت فيما يتعلق بأهدافي”.

نعم، أوافقك الرأي تماما وأعلم هذا الشعور الذي ينتابك جيدا. لكن، هل تعلم ما الذي أدركته بهذا الصدد من تجربتي البسيطة والمتواضعة؟ الذي أدركته هو أننا أحيانا نعي أهدافنا جيدا وبشكل واضح جدا، لكن هل تصدق أننا أحيانا ننسى هذه الأهداف؟ نعم ننساها!

مع المشتتات الكثيرة الموجودة في حياتنا من مواقع التواصل الاجتماعي وما شابه، بدأت أهدافنا تبدو لنا كمهمة عابرة من مهامنا اليومية الروتينية. أعتقد أن أهدافنا يجب أن تحتل مكانة أكبر بكثير في نفوسنا من هذه المهام الروتينية. ليس من المعقول أن يكون الهدف من حيث القيمة بمثابة مهمة التسوق التي نقوم بها بشكل روتيني. هل توافقونني الرأي؟

ما العمل إذاً؟ أذكر أثناء دراستي للماجستير أني كنت أشاهد برنامج الدكتور عمرو خالد “صناع الحياة”، والذي استضاف طالبة كانت الأولى على المملكة العربية السعودية إن لم تخني الذاكرة، وذكرت سرا من أسرار تفوقها وهو أنها كانت تكتب هدفها وتلاحظه باستمرار. ذكرتُ هذا للأمانة العلمية وحتى لا أدّعي أنني أنا التي ابتكرت هذه الاستراتيجية.

أصبحت منذ ذلك الوقت أكتب أهدافي على ورقة صغيرة وأضعها أمامي معظم الوقت. وفعلا، على الرغم من بساطة هذه الاستراتيجية إلا أنها كانت ذات وقع كبير على حياتي ونمط تفكيري.

قم الآن بإحضار ورقة صغيرة واكتب عليها هدف معين. مثلا إذا كنت طالبا، أكتب على ورقة أنك تريد العلامة الكاملة أو الــ “أ”. وإذا كانت لديك أهداف أخرى أو تعمل في مجال ما، اكتب الهدف الذي تطمح إليه بشكل مختصر جدا. ففي حالة الطالب أكتب فقط “أ” أو “١٠٠٪”. أبق هذه الورقة أمامك طيلة الوقت خاصة عندما تكون قد بدأت بالعمل على الهدف. يمكنك أيضا أن تكتب هدفك كملاحظة على حاسبك الشخصي، أو أن تعلقه على الحائط. المبدأ أن يكون الهدف أمام ناظريك، وألّا تفكر أبدا بإبعاده عن طريقك. هل تذكر ما قال هنري فورد أعلاه؟

من ممكن أن تقول أن هذه الاستراتيجية البسيطة لن تفيد بأي شيء، أو على الأقل لن تقدم لي الكثير. لكن، دعوني أكون صريحا معكم، من خبرتي بهذه الاستراتيجية أستطيع القول إن مفعولها جد كبير. فعند اتباعك هذه الاستراتيجية سوف ينتابك شعور بأمرين اثنين: (١) التركيز على الهدف، و (٢) الشعور بالهمة والحماس الشديدين يدفعانك للوصول إلى أهدافك، كما ستبدأ بسماع صوت من الداخل يقول لك:”هذا فعلا ما أريد أن أصل إليه”.

إذا شعرت بأي كسل أو خمول، سيساهم الهدف المكتوب على تلك الورقة الصغيرة أو أي مكان تحبذه في إعادة نشاطك وحيويتك وهمتك للوصول إلى ما تصبو إليه.

قم بتجربة هذه الاستراتيجية وشاركنا تجربتك.