دمشق تَقرأ من الرصيف

بسطة كتب "ابو محمد" تحت جسر الرئيس

الفقراء يقرأون أيضاً، ارتفاع أسعار الكتب الملحوظ في سوريا لا يمنع مهووسي القراءة من متابعة شغفهم، وجهتهم دائماً هي جسر الرئيس، بصورة أدق، أبو محمد، ربع قرن قضاها في بيع الكتب المستعملة من الرصيف لهواة القراءة، سواء من الطلاب و المثقفين وأحياناً الكتاّب أنفسهم، علاقة وطيدة لأبو محمد مع كل زبائنه، يؤمن لهم ما يريدونه من الكتب بالعربية و الانجليزية.

أبو محمد مكتبة متنقلة بحد ذاته، ثقافته واسعة ولا يغيب عنه كتاب يقول” مارست هذه المهنة لما يزيد عن 25 عاماً، أشتري الكتب من أصحابها، مكاتب شخصية أخزنها في منزلي تصل حدود  الأطنان ولا يمكنني أن أستغني عن كتاب امتلكه”

بالإضافة إلى ما يشتريه من مكاتب متكاملة لأبو محمد جولات على” البسطات” الأخرى يصطاد منها ما ندر من الكتب و يحفظها لهواة جمع الكتب أو عمن يبحثون عمّا ندر.

تواجه مهنة أبو محمد ركوداً، فانتشار الكتب الرقمية و كتب “PDF”، جعلت الكثيرين من الشباب يعزفون عن شراء الكتب، ” لكن هناك بعض من يعشقون الكتاب الورقي، هناك شغف تجاه الكتاب وملمسه ورائحته، هؤلاء مازالوا زبائن دوريين” على حد تعبير أبو محمد.

لا يقتصر الأمر على جسر الرئيس فجسر الثورة و أرصفة الحلبوني مليئة بباعة الأرصفة، إلا أن أبو محمد أكثرهم تميزاً، فمعظم كتبه نادرة بعيدة عن التجارية و المبتذلة.