مقاهي عربية تصنع منك مثقفاً وأديبا وفناناً

لن تصعب الاجابة عند سؤال أي شخص في بلد عربي عن مقهى قديم سواء بتصميمه العمراني التراثي، أو برائحته القادمة من سنين بعيدة، فهنالك الكثير منها لا تزال تُشرع أبوابها أمام زوارها ومرتاديها بشكل يومي، إذ تُعتبر هذه المقاهي ملتقىً شعبي ثقافي تتابعت أجيال عدة في ارتيادها ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مقهى النوفرة والهافانا في دمشق، والفيشاوي في القاهرة، والشهبندر في العاصمة بغداد، ومقهى سوق الكامور الصفاقسي بتونس، ومقهى الحافة في طنجة المغربية.

هذه المقاهي مرّ أكثر من قرن على تأسيسها، ففي ثناياها عبق الماضي ونقاشات الحاضر وآمال المستقبل، فغالبية الشخصيات الأدبية والفنية والسياسية كانت ومازالت تجد ملاذها بالمقاهي التي أصبحت وسطاً للطبقة المثقفة، وأخرجت الكثير من النتاج المعرفي عن طريق الحوارات التي ساهمت بشكل أو بآخر بتكوين الوعي الثقافي والسياسي، وكانت منطلقاً لكثير من الأفكار والأحداث والاجتماعات التي شكّلت تحوّلات كبيرة بالمجتمعات العربية، ومن هذا المنطلق أصبحت المقاهي نبض الشارع.  

ولابد من الاشارة الى أن هذه المقاهي استمدت شعبيتها بسبب المحافظة على رونقها التراثي واكتنازها لأصالة القديم، وربما من المُغري أن تأخذ قسطاً من الراحة في إحداها وتجلس لشرب كأس من الشاي مع النعناع، وتستطلع الوجوه والحكايا والنقاشات التي قد تنفذ إلى سمعك، هذا إن لم يغلبك الفضول للمشاركة بالنقاش أيضاً.