عادات رمضانية: التكريزة، القريش و الشعبانة تعرفوا عليها أكثر!

مع مرور الوقت تتغير ظروف الحياة وطبيعتها و تختلف الكثير من العادات و التقاليد في طريقة أدائها و القيام بها ولكنها تبقى تحمل نكهة خاصة لكل مناسبة، و هو ما يجعل الناس تتمسك بهذه العادات لما تحمله من حنين إلى الماضي و ذكريات عن الآباء و الأجداد، واليوم مع بداية شهر رمضان نقدم إليكم بعضااً من هذه العادات والتي مازال الكثير يمارسها حتى اليوم و أغلبها يدور حول عادات الأكل و أنواعه نظراً لأهميته في شهر رمضان و هي تختلف من بلد لآخر

الكويت
القريش وهي آخر وجبة في شعبان قبل بدء الصيام، ترسخت هذه العادة مع مرور السنين و أصبح يوم القريش الذي يصادف الـ 29 من شعبان من العادات الجميلة التي يحرص عليها الناس في كل عام، و يقول عنها الكاتب و الإعلامي طارق الدريس إن الكويتيين يقيمون (القريش) في يوم رؤية هلال شهر رمضان المبارك (29 شعبان) سواء صادف آخر أيام شعبان بالفعل أم لم يصادفه”.
وأضاف أن كلمة (القريش) تعني باللغة العربية السخاء “فيقرقش الإنسان أي يسمع صوت النقود في جيبه”، ولفت إلى أنه يقال أيضا أن كلمة القريش “تدل على صغر حجم الوجبة أو قيمتها المادية ومن هنا جاءت التسمية”، موضحا “كل أسرة تجود أو تقرقش بما لديها من طعام وشراب”.

سوريا
أما في سوريا فإن هذه العادة تسمى تكريزة رمضان و هي التسمية نفسها المستخدمة في مصر و تحمل التكريزة صفة عائلية أو قد تكون مجموعة من الأصدقاء أو الشباب يقومون بتوديع شهر شعبان استعداداً لاستقبال رمضان بقضاء الوقت في الأكل و الشرب، و كانت التكريزة تمتد لأيام و يقومون باستئجار بيوت في الغوطة لقضاء آخر أيام شعبان أو قد تبدأ التكريزة في منتصف شعبان خاصة لمن كان منهم يمتلك بيوتاً في مناطق الإصطياف.
يقول استاذ التاريخ “محمود دروش” في هذا الشأن: غالباً ما تكون “تكريزة الدمشقيين” في أشهر الصيف وخلال الأيام المعتدلة، لأن الذهاب إلى المصايف غير ممكن في الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من الصفر، و يودعون شعبان استعداداً لصيام شهر “رمضان” المبارك، ويقضون نهارهم بالأكل والشرب واللعب، و تختلف نوعية الطعام عمّا يؤكل في رمضان، ويفضلون الأكلات التي تحتوي على زيت الزيتون كالمجدرة واللوبية والتبولة والفتوش، أوتحتوي على الزيت النباتي كمقالي البطاطا والباذنجان والكوسا، ولا بد في السيران من مشاوي اللحوم أو حوايا الخروف كالكبد والطحال والكلاوي والفشة».‏

المغرب العربي
بالإنتقال إلى المغرب العربي فهناك “الشعبانة” التي تتميز بمظاهرها و طقوسها الخاصة، فيحرص المغاربة على إحياء هذه الليلة و تقام الإحتفالات في هذه المناسبة و التي يتخللها الأناشيد و المدائح و الموشحات، و يقومون بلبس الزي التقليدي و ينشدون الموشحات و ينطربون لسماع الطرب الأندلسي الذي يتميزون به.
كما تقام الولائم في هذه المناسبة حيث تجمع المناسبة خليطا من المأكولات الشعبية و يحتفلون جميعا و يقومون بزيارة الأهل و الأصدقاء و ذلك لاستقبال شهر رمضان بقلوب صافية و نفوس متسامحة و يزيلون البغضاء بين الناس من خلال الصلح بين من كانوا يقاطعون بعضهم، ليدخل الجميع في شهر الصيام على الإلفة والمحبة والخير و البركة.