القهوة من اليمن.. والـ”مُوكَّا” أيضاً!

.
كان أبو بكر الرازّي العالم والطبيب الفارسي هو أول من أتى على ذكر البُن”الثمرة” والبُنشام “المشروب” في كتابه “الحاوي في الطب” عام 925 م، وقد ضمّهما أيضاً إبن سينا الطبيب والفيلسوف البُخاري نسبة إلي بُخارَى _أوزباكستان الحالية_ إلي قائمة تضم 760 صنفاً من الأدوية، في كتابه الشهير “القانون في الطّب” والذي ترجع أقدم نسخة منه إلي العام 1030 م، حيث كان إستخدام البن حينها مازال قاصراً على الأغراض الطبية.

ويُنسب إلى اليمنيين أنهم أول من استخدم البُن في أغراض غير طبية بنهايات القرن الـ14 الميلادي، فهم أول من إهتدى لفكرة تحميص بذور البن وسحقها وغليها مع الماء لعمل القهوة، لتبدأ اليمن منذ ذلك الوقت في زراعة البن على نطاق واسع بعد أن كان ينبت برياً، وقد انتقلت القهوة بعدها من اليمن إلى كل أنحاء الجزيرة العربية، ومع بدايات القرن الـ15 م، كانت القهوة قد وصلت إلى تركيا ومن هناك أخذت طريقها إلى مدينة فينيسيا “البندقية” الإيطالية عام 1645، ثم بعد ذلك إلى إنجلترا عن طريق التركي “باسكا روسي” الذي فتح أول محل للقهوة بشارع لومبارد في لندن عام 1650.

وقد إشتهر ميناء “المُخا-Mocha”، وهو إحدى موانيء اليمن القديمة التي تقع على ساحل البحر الأحمر، بأنه كان السوق الرئيسية لإنتاج وتصدير القهوة بالفترة ما بين القرنين الـ15 والـ17، ومنه اشتقت كلمات مثل “الموكّا-Mocha” و“الموكاتشينو-Mochatchino”، أما عن لفظ “القهّوة-Coffee” والذي انتقل بدوره إلي باقي اللغات، فهو أيضاً عربي بلفظه ومعناه وإن كان المقصود به أنها نوع من “الخمر”، لما عرف عن القهوة من أثر منشط أو منبه، لكنه مشتق في الأصل من الفعل “قها” بمعنى عفّ الأكل وأقلَّ من طعامه.

لذا فإني من موقعي هذا، بإسمي أنا وكل محبي القهوة في كل زمان ومكان، أود أن أعبر عن شكري الخالص وإمتناني العميق إلي اليمن وأهل اليمن 🙂

إنضموا لنا في إمتناننا، وشاركونا بإقتراحاتكم لأفضل طرق إعداد القهوة.