فادي عميرة والبحث عن أسلوب مختلف

فادي عميرة مهندس مدني ترك وظيفته ليتجه لفعل ما يُحب، فقام بإنشاء مركز جدل الثقافي في عمّان ولنعرف أكثر عن قصة “جدل” كان لنا معه اللقاء التالي:

تركتَ وظيفتك كمهندس مدني وبدأت بمشروع مركز جدل الثقافي هل من قصة وراء ذلك؟

في الحقيقة نعم، كنت قد بدأت التفكير جدياً بترك الوظيفة حين كنت منزعجاً جداً من فكرة التوظيف وظروفه القاسية المفروضة علينا. شعرت بأن الوظيفة لا تتماشى مع حقي الطبيعي في الحياة بحرية،بدأت حينها في التفكير بمخرج وإدخار مبلغ من المال يساعدني على ترك الوظيفة والبحث عن بديل، أخذت القرار وتركت الوظيفة وكان قراراً صعباً ومخيف أحياناً، كان من الصعب مواجهة الشعور بعدم الأمان.بقيت في عمّان لشهور بعد ترك الوظيفة، وفي الأثناء إكتشفت مع صديق لي بيتاً قديماً للإيجار وقعت في حبه وقررت إسئجاره في نفس اليوم وبدأت أفكر فيما يمكنني عمله في هذا المكان وهكذا حتى نضجت فكرة المشروع ليكون “جدل للمعرفة والثقافة”.

حدثنا أكثر عن جدل، وما هي النشاطات التي تقومون بها ؟

“جدل” مشروع إجتماعي وثقافي مستقل وبديل، ومساحة مفتوحة للمعرفة وللإبداع في مجالات الفن والثقافة وخدمة المجتمع. نحاول من خلالها تشجيع الشباب والتعاون معهم ومساعدتهم في تطوير أنفسهم من خلال فتح المجال أمامهم من أجل تفريغ وإبراز وإستثمار إبداعاتهم وطاقاتهم في الفن والثقافة والعمل الإجتماعي. الفعاليات التي نقيمها متنوعة جداً من الموسيقى والرسم والرقص والندوات الفكرية وتعليم اللغة العربية ببعد ثقافي للأجانب، كذلك الوعي بالقضايا العالمية الملحّة وعلى رأسها الوعي البيئي وضرورة التغيير لحماية ما تبقى من حياة على الكوكب. كما نرى أنه من واجبنا الإهتمام بمدينتنا والمشهد الثقافي والفني فيها، خصوصاً في منطقة وسط البلد التي يغلب عليها الطابع التجاري والخدمي، كذلك يوفر جدل مساحة للمقيمين في المدينة من أجل تعريفهم بها وتشجيع التبادل الثقافي معهم.

هل جدل هو بداية لمشروع أكبر تطمح له؟ حدثنا عن ذلك.

ليس هناك مشروع أو خطة واضحة حتى الآن، لكني أعي بأن “جدل” بالنسبة لي لن تكون نهاية القصة التي أكتبها، قد تكون مرحلة لكنها ليست كل القصة. أطمح لأن أكتسب المزيد من المعرفة والوعي لأنني أدرك بأنها الطريق لكي أحيا كما أريد أنا لنفسي وليس كما يريده لي غيري. وأن أقوم بدوري في خدمة العالم ومحاولة لإبراز كل ما هو جميل فيه.

ما فعلته يركز تماماً على فكرة “نفعل دائماً ما نحب”، فهل تريد أن تبعث برسالة عبر موقعنا حول هذا الأمر؟

لن يكون لحياتنا المحدودة معنى إذا أمضيناها خاضعين لإرضاء الآخرين وعمل ما لا نحب. والحياة بحرية تتطلب التضحية ببعض من الراحة ومواجهة المخاوف المصاحبة للخروج من دائرة الأمان التي إكتشفنا أنها دوامة لا تنتهي وجدنا أنفسنا فيها.

نحن نعيش في عالم يتطلب منا العمل الشاق وشبه المؤبّد من أجل حقنا الطبيعي في الطعام والمسكن والعيش، في عالم يمنعنا من أن نفعل ما نحب. منذ زمن طويل كانت هنالك دائماً إستثناءات قليلة، حيث وجدت دائماً فئات قليلة فقط في العالم من أصحاب بعض الإمتيازات. لكن بإمكاننا الآن تعميم هذه الإمتيازات للجميع بلا إستثناء بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، حيث أصبح الآن بإمكاننا خلق عالم جديد يمكّننا من العيش بحرية وسعادة إذا غيرنا طريقة تفكيرنا، وعملنا جميعاً من أجل تحقيق أحلامنا وبناء مستقبل أفضل للجميع.

لمزيد من المعلومات: صفحة مركز جدل الثقافي على الفيس بوك