أول إعلان تجاري فى العالم!

في العصر الأموي الأول ، عاش – الدارمي – وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجاز، وكان يتشبب يتغزل بالنساء الجميلات
إلا أنه بعد أن تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء و تنسك و أصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة، و في إحدى زياراته للمدينة التقى بصديق له من أهل الكوفة بالعراق وكان يعمل تاجرًا و قدم إلى المدينة للتجارة و يحمل من ضمن تجارته “خُمُر عراقية” ـ بضم الخاء والميم ومفردها خِمار بكسر الخاء ـ وهو ماتغطى به المرأة رأسها والمعروف الآن عند النساء “بالمسفع أو الشّيلة”

فباع التاجر جميع الألوان من تلك الخُمر ما عدا اللون الأسود ، فشكا لصديقه الشاعر الدارمي عن عدم بيعه الخمر ذات اللون الأسود و لعله لون غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة. فقال له الدارمي : لا تهتم فإني سأنفقها لك حتى تبيعها جميعاً ثم نظم الدارمي بيتين من الشعر وتغنّى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما سريح و سنان أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة فى الخمار الأسود .. ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه .. حتى وقفـت له بباب المسجد
فشاع الخبر فى المدينة بأن الشاعر الدارمي رجع عن تنسكه و زهده وعشق صاحبة الخمار الأسود فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسودًا لها، فلما تيقن الدارمي أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء و رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد فمنذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء ولم يقتصر هذا على نساء المدينة وحدهن بل قلدهن جميع النساء في العالمين العربي والإسلامي.


و هكذا يكون أول إعلان تجاري فى العالم أجمع
قد أنطلق من المدينة المنورة!