الطوب يعود لبيوت الغزيين بحلول بديلة لإعادة الإعمار


مع أكثر من 80 ألف منزل دمِّر في قطاع غزة بعد العدوان الأخير، باتت إعادة الإعمار عملية مكلفة لمعظم سكان القطاع المحاصر، لكن ألهمت الحاجات الملحة هناك إلى ابتداع حلول من الأدوات التي تتوفر في متناول أيديهم علّها تصلح بعض الدمار الذي جلبه ثلاثة حروب متعاقبة شنّتها إسرائيل على غزة خلال السنوات الست الأخيرة.

عماد الخالدي غزي مهندس يعمل خبيراً في استخدام التربة بالعمارة البديلة، استطاع إيجاد بدائل لمواد البناء من العناصر المتوفرة بين أيدي سكان القطاع، يقول:” قمنا بفحص تربة القطاع بمختلف أنواعها، ووجدنا تربة مناسبة وغنية بالمواد الطبيعية الرابطة مثل كربونات البوتاسيوم والماغنيسيوم واكاسيد المعادن وحصى الكركار والرمل”، مشيراً إلى أن المواد الطبيعية التي توصّل إليها تفعل فعل الاسمنت على المراحل الزمنية المختلفة، بل وإن صلابتها مضاعفة عشرات المرات منه وتستمر لمئات السنين.

في تفاصيل عملية إنتاج المواد، تعالج الخصائص الفيزيائية للتربة بالضغط، وتوضع عليها المواد الطبيعية الرابطة مثل كربونات البوتاسيوم مع طحن الكركار بشكل ناعم وكمية قليلة من مادة الجبس لعمل تماسك مبدئي أثناء صناعة الطوبة، لكن التماسك القوي يبدأ بعد الاستخدام، وتستمر إلى مئات السنين في التصلّب.

أنشأ الخالدي عام 2009 مصنعه الخاص لصناعة الطوب المحلي بمقاسات مختلفة، ومع دخول بعض المؤسسات المانحة التي كانت تسعى لإيواء المتضّررين من الحروب لطلب الخدمات أصبح مصنعه يعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى خمسين ألف طوبة يوميا في نطاق مصنع متكامل. ووضع هذه التقنية بمتناول الجميع بقطاع غزة،حيث توفّر على أصحاب البيوت المدمّرة والمؤسسات الدولية ما قيمته 25% من تكلفة البناء باستخدام المواد التقليدية.


لمزيد من المعلومات هنا تقرير خاص لإذاعة سوا الفلسطينية عن هذه التقنية