ملك القلوب المصري: أسطورة الطب في العالم

الدكتور مجدي يعقوب

“أسطورة الطب في العالم” يبدو هذا اللقب درامياً قليلاً بل وتاريخياً يليق بابن سينا مثلاً، لكنه حقيقي وموجود فعلاً، وهذا العالم كان الحاصل على هذا اللقب مصري الجنسية.

دخل مجدي يعقوب، البروفيسور العالمي لجراحة القلب، أو السير”Sir” حسب التقليد الجامعي الأنجلوساكسوني، إلى خانة الأساطير البشرية، بعد أن اختارته مؤخراً “جمعية القلب الأمريكية” بشيكاغو، فائزا بهذا اللقب، فانضم إلى حلقة أكبر العلماء الذين بصموا تاريخ الطب بآثار نوعية.

ولد يعقوب، أو “ملك القلوب” كما وصفته الأميرة الراحلة ديانا، عام 1935 بمحافظة الشرقية في مصر، ودرس الطب بجامعة القاهرة، وبعدها في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. واستقر ببريطانيا منذ عام 1962، حيث اشتغل بداية بمستشفى الصدر بلندن وأخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد بين سنوات (1969- 2001) ، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم، مطلع عقد التسعينات.

مجدي يعقوب هو ثاني جراح، أجرى عملية زراعة قلب في العالم بعد الأولى التي قام بها الدكتور كريستيان برنارد سنة 1967 ، ويعتبر أكثر الأطباء العالميين الذين أجروا عمليات لزرع القلب والتي قاربت 2500 عملية في كل مناطق الأرض، دخل موسوعة غينيس عام 1980 كأول طبيب يجري مائة عملية قلب خلال سنة واحدة.

أصدر الطبيب المصري مايقارب أربعمائة بحث في بخصوص جراحة القلب والرئة، وهو من ابتكر ما بات يعرف بتقنية جراحة ”الدومينو”، التي تقوم على أساس زراعة قلب ورئتين في جسد مريض يعاني من فشل رئوي، ثم خلال الوقت ذاته يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع في مريض ثان، وأشرف على فريق طبي نجح في تطوير صمام للقلب باستخدام “الخلايا الجذعية”.

عندما سأله أحد الصحفيين عن أهم شخصية صنعت مجدي يعقوب قال:“أمي.. أمي.. الصعيدية المصرية، علمتني الحب”.