أبيات من الشعر العربي أصبحت حِكماً في مجرى حياتنا اليومية

بيت شعري للمتنبي

عالم الشعر العربي، قديمه وحديثه وعلى اختلاف أمزجته، بحر واسع وفيضٌ يستبان به من الحكم والمعاني، وكثير من أبياته قالها شعراء منذ سالف الزمان ولاتزال حتى يومنا هذه مضرباً للمثل واستدلالاً لكثير من الأمور الحياتية يستخدمه الناس سواء منهم المُطلع على الشعر وغير المُطلع، وهذه أبيات أصبحت عالقة في وجداننا وتُستحضر بكل سهولة على ألسنتنا :

إن أراد أحدهم تشجيع شخص ما وحثّه على فعل أي من الأمور بعزيمة فقد يستدل له بهذه الأبيات :

إذا الشعب يوما أراد الحياة     فلا بد أن يستجيب القدر     (أبو القاسم الشابي)

أو

على قدر أهل العزم تأتي العزائم     و تأتي على قدر الكرام المكارم   (المتنبي)

وتعظم في عين الصغير صغارها      وتصغر في العظيم العظائم

أما لو كان المقام يتطلب الحديث عن الأمال والأمنيات فليس أبلغ من بيت تم ذكره في لامية العجم للطغرائي ليأتي ذكره على اللسان وقتها:

أعلل النفس بالاّمال أرقبها        ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل    

وفي الجمال الحقيقي؛ الذي يجب أن يتحلى به المرء فقيل :

ليس الجمال بأثواب تزيننا     إن الجمال جمال العلم و الأدب     (الإمام علي بن أبي طالب)

وعن ذلك قال أيضاً إيليا أبو ماضي :

والذي نفسه بغير جمال        لا يرى في الوجود شيئا جميلا

وهناك أبيات قيلت في حُسن الأخلاق :

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت     فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا   (أحمد شوقي)

وأيضاً ماقاله المتنبي :

وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له     إذا لم يكن في فعله و الخلائق

ويكثر ذكر هذا البيت الذي يعبر عن الحياء :

إذا لم تخش عاقبة الليالي   و لم تستحي فاصنع ما تشاء      (أبو تمام)

وفي المُزاح الذي لايعرف حدوداً قال فيه هبة الله بن سلامة ناصحاً ومُحذراً:

لا تمازحن فإن مزحت فلا يكن     فرحا تضاق به إلى سوء الأدب

واحذر ممازحة تعود عداوة          إن المزاح مقدمة الغضب

وأخيراً ولكي يبقى هذا البيت ختاماً عَطِراً ونصيحة تعلق في نفوس من يطلبون المجد وتحقيق طموحاتهم فليكن ما قاله المتنبي في الطموح:

تريدين إتيان المعالي رخيصة     و لابد دون الشهد من إبر النحل

أليست هذه الأبيات حاضرة دائماً على ألسنتكم وتستخدمونها في معرض حديثكم؟ إن كان هناك المزيد منها أخبرونا عنه .

لأبيات وقصائد أخرى : الموسوعة العالمية للشعر العربي