الخط الكوفي المرابطي: نقش من زمن الموحدين

تراثيّ، أصيل، ويشبه كل التصورات المسبقة التي يحملها أيٌ منا عن المغرب. الخط الكوفي المرابطي تراث مورورث له جماليته الأصيلة المرتبطة بعناصر الهندسة المغربية الأندلسية.

ولكل خطٍّ حكاية تشي بالزمن الذي أتى منه؛  يقول الخطاط المغربي محمد عمر أبو زيد وهو أحد أشهر الأسماء المعروفة في هذا المجال

بالمغرب، لما دخل الموحدون مدينة فاس في سنة 1445 م، خاف فقهاء المدينة أن ينتقدوا عليهم تلك النقوش والزخارف فوق محراب جامع القرويين فعمدوا إلى طمسها بالورد والجبص، فاختفت تلك الزخارف وأصبحت بياضاً. وبقي هذا الكنز مختفيا عن أعين الناس حوالي ثمانية قرون ونصف.

كتب المؤرخون أن المواد التي استعملها الخطاطون آنذاك كانت من أصبغة وذهب، ولكن أثناء ترميم الجامع أواخر القرن الماضي تبين أنها كانت تعتمد الأحمر القاني والأزرق الناصع والبنفسجي الغامق. وبلغ الخط الكوفي من جمال التوزيع والزخرفة حداً يشهد بالثروة التي تحلى بها ذوق الخطاط المرابطي فأسدى للمعنيين بتاريخ الخط المغربي الشيء الكثير.

الخطاط أبو زيد سبق له أن نال إجازة شيخ الخطاطين في المغرب، محمد المعلمي، وهو خطاط معروف في القصر الملكي، وكان قد أقام معرضاً نهاية العام الفائت احتفالاً بيوم اللغة العربية، حمل عنوان “نقوش من زمن المرابطين” عرض فيه بعضاً من أعماله التي تجسد هذا الخط الأصيل.