لإكمال الطريق طفلة سورية تفتتح صفاً في مخيم للاجئين بلبنان

لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وفي خيمة منصوبة على أرض زراعية في مخيم صغير للاجئين السوريين ببلدة كترمايا في جبل لبنان تصر أن تكمل الطريق لمن أزيحوا عنه قسراً في الحرب التي طالت كل شيء في سوريا.

براء عنتر طفلة سورية تعمل كمدرِّسة أطفال في مخيم البلدة، تعلّم ما تتعلمه في مدرستها، لتجيد دور المعلمة بمنتهى الدقة في تحضير ملفات طلابها وترتيب الأسئلة كلاً على ورقته التي تحمل اسمه دون أن تنسى تزيين ملفات التلاميذ برسومها اليدوية.

منذ أن نزحت عائلتها قبل ثلاث سنوات عن بلدتها كفر بطنا في ريف دمشق بسبب الحرب الدائرة هناك وحطت رحالها في المخيم في رحلة نزوح شملت أكثر من محطة وبراء تثابر على تعليم أطفال المخيم الذين حرموا من تلقي تعليمهم الأولي، وفي جو بارد أنشات براء صفاً دراسياً تحت شجرة سنديان في طرف المخيم.

تذكر رندلى إحدى طالبات المعلمة الصغيرة أنها تحب درس الآنسة براء “فهي تعلمنا من دون أن تصرخ علينا.” وبحسب وكالة رويترز التي أعدت تقريراً عن الطفلة المعلمة، تتمتع براء بشخصية تجمع بين وقار الكبار وتسامح الأطفال، وتملك من الحب في قلوب تلاميذها ما يمكنها من فرض الانضباط أثناء الحصص. وفي الاستراحة وقبل الانتقال إلى درس اللغة العربية قالت براء رداً على سؤال عن هدفها من تعليم الأولاد “لأني أحبهم ولا أريد أن يصبحوا جاهلين أدرِّسهم ما درسته أنا في المدرسة في سوريا. في لبنان تعلمت الفرنسية وأحببتها وصرت أدرسها للصغار وأعلمهم بالفرنسية كل ما أتعلمه.”

تقول براء أن أغلى أمنياتها أن تنتهي الحرب بسوريا وأن تعود مع أهلها إلى البيت وإلى مدرستها التي تركتها هناك.