لأول مرة: الميجانا الفلسطينية بصوت أنثوي رائع

لم يعد الزجل الشعبي كفن منتشر في مناطق بلاد الشام حكراً على الرجال، إنما استطاعت بعض النساء أن يدخلن عالم الأوزان والقوافي الغنائية المحكية،  وسطع نجمهن كأسماء بارزة في هذا النوع من الفن.

في فلسطين وبالتحديد شمال مدينة جنين حيث تقع قرية الجلمة الوادعة، وهي المكان الذي انطلق منه الكثير من الزجالين الفلسطيينين، ترعرت عايدة رجب أبو فرحة في أحضان عائلة أحبّت الزجل والعتابا والغناء، فكانت تردده بشكل عفوي وتكتب أبياته من وحي خيالها، حتى أصبحت متمكنة من أدائه، مثبتةً قدرتها البلاغية فيه، ليغدو بالنسبة لها أسلوب حياة تؤلفه وتكتبه وتؤديه في مناسبات وطنية واجتماعية ونسوية، وتقوم بمشاركات مستمرة في مهرجانات تراثية وثقافية .

تقول عايدة :” ليس من السهل في مجتمعنا أن تقف المرأة أمام الرجل” ولكن : ” تغلبتُ على كثير من المصاعب بفضل البيئة التي أعيش بها –أهلي وزوجي- وبفضل ثقتي العالية بنفسي”.

وبالإضافة إلى إبداعها في مجال الزجل الشعبي تحمل أبو فرحة قصة نجاح شخصي، فمع اضطرارها Yيقاف دراستها الإعدادية قبل 16 عاماً بسبب زواجها المُبكر وظروف الانتفاضة وقتئذ، عادت بعد أن أنجبت 3 أطفال لتكمل مشوارها الدراسي حاصلة على شهادة الثانوية ومن ثم انتسبت لجامعة القدس المفتوحة فرع اللغة العربية وآدابها وهي في عمر الـ 32 ولديها عائلة مكونة من 6 أفراد.

يُذكر أن عايدة تسلمت مؤخراً رئاسة منتدى الأديبات الفلسطينيات في مدينة جنين، وتسعى لإطلاق ديوانها الشعري الخاص الذي نظمته بكل أنواع الزجل، وتعمل على جمع روايات شفوية لأنواع الغناء الشعبي الذي كانت تردده النسوة في المناسبات.