بترت ذراعه وكلتا ساقيه ومازال قائماً على عمله كمعلِّم في إحدى مدارس غزة

المُعلم أحمد السوافيري

فقد أطرافه في الحرب على غزة عام 2008 ولن يتمكن من المشي عليهما مجدداً، ولكنه لم يستكن لذلك، بل أصبحت إرادته تحمل جسده وروحه نحو التحدي ومقاومة هذا الظرف الذي أصابه، حمله الإصرار لأن يُكمل حياته وكأن شيئاً لم يكن، يذهب كل يوم إلى المدرسة كمعلِّم يُقدم الدروس لطلابه بكل كفاءة، دروساً ليست فقط لطلابه في المرحلة الإبتدائية بغزة وإنما لكل العالم: أن إرادة الحياة أقوى من كل شيء يقف عائقاً بطريقها.

أكمل أحمد أسعد السوافيري البالغ من العمر 25 عاماً حياته بشكل طبيعي بعد أن بُتر ذراعه الأيسر وكلتا قدميه بعد الحرب التي شنتها إسرائيل عام 2008 على غزة، ورغم خسارته هذه إلا أنهم لم يستطيعوا أن يفقدونه رغبة الحياة وإكمال دراسته.

قبل 7 سنوات بعث أحمد السوافيري برسالة تحدث فيها عن ماجرى له وكان قد ذكر فيها أن حلمه لن يتوقف عند إكماله للشهادة الثانوية، وأنه يصر على استمرار حياته بشكل طبيعي ويتزوج، ليمسي اليوم أباً لطفلين ويسعى للحصول على درجة البكالوريوس للدراسات الإسلامية التي وصل إلى الفصل الأخير فيها.

انتشرت صور السوافيري وهو يُقدم الدروس في صفه المدرسي، على صفحات التواصل الإجتماعي بشكل كبير، ومن يتتبعها سيجد تعليقات تُثني على الإرادة الصلبة التي يتحلى بها وكلمات احترام بالغة لرسالته في الحياة.

وإن أردنا أن نقول، يمكننا تجاوزاً تغيير ما قاله محمود درويش : على هذه الأرض ما يستحق الحياة، لتصبح على هذه الأرض (من) يستحق الحياة، وأحمد السوافيري يستحق الحياة بجدارة.