جفت الزيتون وقود حيوي بديل يلجأ إليه السوريون في الشتاء

نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة تأمينها في سوريا، بدأ الناس بالبحث عن وسائل أقل كلفة وأكثر وفرة لتأمين الدفء في فصل الشتاء، من هذه الوسائل جفت الزيتون “البيرين” كما يسمى، وهو بقايا الزيتون بعد عصره، حيث دخل كمنافس مع المازوت وحطب الأحراج، وباتت معاصر الزيتون تحوِّل هذا الجفت إلى حطب للتدفئة بواسطة آلة تعمل على ضغطه وتحويله إلى قوالب .

أصبح الجفت سلعة تجارية أساسية في مجال التدفئة الشتوية بعد تحويلها من فتات متناثر إلى قطع حطبية متساوية الأحجام والأوزان، وبات تصنيع الحطب من جفت الزيتون موضع اهتمام فئة كبيرة من العاملين في المجالين البيئي والتجاري، إضافة إلى أصحاب المعاصر والمزارعين

وفي عملية تحويل هذه البقايا إلى حطب، ببدأ بتجميع الجفت وتخزينه ثم رشه بالماء ووضعه في آلة الضغط ليخرج من الناحية الأخرى على شكل قوالب، يصل طولها إلى حوالي 30 سنتم كي يسهل إدخالها بالمدفأة عندها يتم تجفيفها لأيام تحت أشعة الشمس لتكون جاهزة.

يتميز هذا الحطب بقدرة حرارية قوية اللهب عند الاشتعال وهذا ما يزيد الطلب عليه من سنة لأخرى، فاستغلال جفت الزيتون بشكل صناعي حوله إلى وقود حيوي وبيئي بعد أن  كان يرمى عشوائياً في الطبيعة وتفوح منه رائحة كريهة وضارة هذا غير الأضرار في الحقول والمياه الجوفية كما أنه أقل انبعاث دخاني عند الاحتراق مقارنة بالمازوت والحطب، لكن تبقى الفائدة الأهم للبيرين هو الحفاظ على الثروة الحرجية من خلال تخفيف عملية التحطيب على الأحراج التي لحقت بها خسائر فادحة خلال السنوات القليلة الماضية .