إليمو: لأن الحياة شجرة قرارات تحتاج من يساعدك في تشذيبها

يمضي البشر 68% من الوقت الواعي في حياتهم وهم يتخذون قرارات حولها. لماذا يتخذ أحدنا قراراً بتغيير عمله أو دراسته أو أي قرار مصيري في حياته الاجتماعية والشخصية. نحتاج أحياناً من يرشدنا للقرار الصائب، ليس من يدفعنا لقرار دون آخر، بل ليساعدنا كي نعلم ماذا نريد حقاً.

“إليمو” باللغة السواحيلية الشرق افريقية، أو “علمُ” بجذورها العربية، بدأت ليلى الزين مشروعاً هو الأول في العالم العربي، ليساعد كل من يحتاج إرشاداً أو توجيهاً في أي مجالات الحياة، أن يجد الشخص المناسب لذلك. ويهذا المشروع تشارك ليلى في  مسابقة منتدى جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا في العالم العربي.

ينقل الأفراد معارفهم الضمنية، وهي  كل المعارف والخبرات التي يحصل عليها الفرد من الحياة دون أن تكون مدونة أو موثقة بأي من الأشكال،  بشكل مباشر أو عن طريق التدريب والإشراف الشخصيين.  الإشراف “Mentoring “ هو عندما يشارك شخص ما خبرته الشخصية مع أحد يطلبها لمساعدته في بناء خبرة أو إدراك ما في إحدى المجالات، يقدم المشرف نصيحة مصدرها خبرت الشخصية، ليساعد الطرف الثاني على اتخاذ القرارات الصحيحة في الموقف الذي كان المشرف سابقاً فيه أو في موقف مشابه به.

أما في التدريب “Coaching” فلا يقدم المدرّب نصيحة مباشرة للطرف الآخر، ولا يشارك خبرته الشخصية معه، لأنه يركز أكثر على مساعدة الشخص على اتخاذ قراره الخاص، بعيداً عن مشاركة أي شيء قد يؤثر بشكل مباشر على اتخاذ الفرد لهذا القرار.  إذ يركز الإشراف على الموضوع الذي يود الطرف الآخر الحصول على نصيحة ما حوله، بينما يهتم التدريب ببناء الشخص ذاته، ليكون أقدر على اتخاذ القرارات التي تناسبه.

ولهذا أطلقت ليلى مشروع “إليمو” ليكون التدريب الإشراف الشخصيين متاحين للجميع. المشروع لا يقتصر على ربط المستخدم مع المدرِّب أو المشرف المناسبين، بل المرحلتين الأهم هي ما يسبق وما يلحق هذا التدريب أو الإشراف، وهي عملية سبر حاجات الفرد ورغباته ليعرف بالضبط عن ماذا يجب أن يبحث، وتقييم نتائج عملية الإشراف، وإدراة هذه العلاقة التي قد تكون متعدة الأطراف، كل هذا بناءً على قاعدة بيانات يقدمها خبراء في مجال علم النفس.

وهل سيكون هذين المصطلحين جزءاً من ثقافة مجتمعنا في الأعوام القادمة؟