فلسطيني أردني وأميركية يهودية يجمعهما عملية زرع والخلايا ذاتها

بعضنا يعتبر أنه بزواجه قد ولد مرة أخرى، بعمل يحبه حصل عليه بعد سعي طويل، بطفله الأول، أو ربما بمكان جديد ينتقل إليه. لكن يمكن أن تولد مرة أخرى بكل معنى الكلمة، أو هكذا يطلقون على المرضى الذين يحظون بفرصة جديدة للحياة بعد زرع خلايا جذعية تنقذ حياتهم.

سري دحدح، 28 عاماً، كان قد احتفل بالذكرى الثالثة لإعادة ولادته، قبل أيام فقط، عندما حصل أخيراً على عملية زرع خلايا جذعية ناجحة. عام 2008 شُخِّص ساري لأول مرة بسرطان الدم (اللوكيميا)، عندما كان يدرس الهندسة في إنجلترا. بعد خطة علاج كيماوي مكثفة استمرت ستة أشهر، أخبره الأطباء أنه شفي من السرطان تمامًا، لكن بعد شهرين من تخرجه فقط، عاد المريض إليه، “هذه المرة كان أقوى بكثير من قبل” يخبر بركة بتس. “أخبروني أن العلاج الكيماوي هذه المرة لن يعطي مفعولاً، لكن كان قد ظهر علاج جديد عبر زرع الخلايا الجذعية، يمكن أن يشفيني”.

كان التحدي الحقيقي لكل من ساري وطبيبه هو إيجاد خلايا مطابقة، بعد أن لم تكن خلايا إخوته كذلك. وضعت معلومات ساري الجينية في برنامج دولي لبنك الخلايا الجذعي، في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى تمكنوا من غيجاد خلايا مطابقة في هيوستن، الولايات المتحدة. في 29 آذار / مارس 2012، أجريت العملية أخيراً.

“نجحت العملية، لكن لم أعلم هوية المتبرع آنذاك. معلومات الاتصال لدى كل من المتبرع والمتبرع إليه تبقى سرية حتى يمر عامٌ كامل على العملية، ولا يكشف عنها إلا بموافقة خطية من الطرفين. كنت أتوق إلى مقابلة متبرعتي لأنها أنقذت حياتي. كل ما عرفته أنها كانت امرأة” يقول ساري.

المفاجأة أن متبرعة ساري كانت امرأة أميركية يهودية في عقدها الثالث، تعيش في ديترويت، ميشيغان الأميركية، تدعى دينا روزنبيرغ. “من المدهش، كيف يمكن لشخص غريب تماماً أن ينقذ حياتك. أسرت حقاً عندما علمت أن التطابق المثالي لشاب من أصل فلسطيني كان لدى امرأة يهودية”، يضيف ساري.

“تعلمنا أن نكره بعضنا الآخر، أن ننظر بفوقية لكل منا. خلقنا الله لتكون دمائنا مطابقة بشكل مثالي، وبات بيننا الآن رابط مشترك”، ذكرت دينا.

خلال الأعوام الثلاثة الماضية، يتناول ساري يومياً 30 حبة دواء، ويزور طبيبه بانتظام. “أحياناً أشعر بالتعب والضعف، لكن متفائل أني غداً سأكون أفضل من اليوم. وبعد مرضي أصبحت أقدر كل تفاصيل الحياة الصغيرة”. لهذا يدعونه “ولادة جديدة”: يعطى للمرضى دم جديد، “تغيرت زمرة دمي من A+ إلى O  وهي زمرة دمي متبرعتي. مثير للاهتمام أليس كذلك؟”.