سيدات غزة يُعدن تدوير المخلفات ويُحدثنَ فرقاً في مبادرة “دوريها”

في إحدى الدراسات الاقتصادية التابعة لجامعة الدول العربية التي خُصصت لدراسة حجم الخسائر الناجمة عن تجاهل إعادة تدوير المخلفات في العالم العربي، قدِّر أن ما يقارب 5 مليارات دولار سنوياً كان يمكن استثمارها لاستخراج 14 مليون طن ورق وانتاج مايقارب مليوني طن حديد و 75 ألف طن بلاستيك، وغير ذلك من الاستثمارات، وبذات السياق ذكرت الدراسة الجانب الأكثر ضرراً وهو ماينتج عن هذه المخلفات من آثار سلبية نتيجة انبعاثاتها السامة على البيئة. هي غزة ليست السويد، لكن يبدو أن نساءها تنبهّن للأمر في مبادرة لإعادة تدوير المخلفات.

انطلقت نهاية الشهر الفائت مبادرة “دوريها” التي تقف ورائها مجموعة من السيدات في غزة، ضمن مشروع تمكين قيادات نسوية شابة لدعم المجتمع المحلي التابع لمركز الدراسات النسوية بالتعاون مع المؤسسة السويدية “من امرأة لامرأة”، تهدف إلى التوعية بضرورة إعادة تدوير الموارد واستخدامها في مجالات أخرى كما والعمل على إيجاد حلول بديلة للتخفيف من معدل النفايات الي تصل إلى حوالي 1300 طن يومياً، بحسب ما ذكرت لنا جبر إحدى القائمات على المبادرة.

لاقت المبادرة تقبُّلا واستحساناً من قبل عدد من السيدات-ربات بيوت- في غزة اللواتي تدرّبن عبر ورشات تدريبية تعتمد على منهجية عمل بسيطة على أُسس إعادة التدوير وكيفية الاستفادة من المخلفات، وخرجن بأفكار تبدو للوهلة الأولى بسيطة لكنها تُحدث فرقاً بالتأكيد، كتحويل الكرتون المقوى إلى صناديق مزينة ومزخرفة لجمع الاكسسوارات أو تحويل جزء منها إلى أغطية لسلات المهملات، وأيضاً الاستفادة من الأقمشة المهترئة أو الجوارب في صناعة ألعاب الأطقال، وغير ذلك.

بالعودة إلى الأرقام الضخمة المذكورة سابقاً، والتي تدعنا نتسائل هل من الممكن لمبادرة أن تحل المشكلة كاملةً؟