قصة إنقاذ الـ “غراند بيانو” الوحيد في غزة

لم يعلم أحد أنه كان هناك، بهدوء ينام بينما توبِل الذخائر على مسرح النورس خلال صيف الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة . حيث ظن الجميع أن ماتت الحياة هناك، نجا “غراند بيانو” من الحرب الأخيرة. لم يكن صالحاً للعزف عليه حتى أعيد ترميمه من خلال بعثة فرنسية خاصة، في خطوة تمهد السبيل لتكوين فرقة موسيقية نادرة.

مسرح النورس شمال غزة، والذي يعد من بين المسارح القليلة في غزة، كان قد تم تجديده قبل أشهر من سقوط صاروخ على بعد أمتار منه خلال الحرب الأخيرة على القطاع. في وسط الحطام وقف هذا الـ “غراند بيانو” على رخام متصدع لخشبة المسرح، تعلوه الأتربة لكنه سليم.

عازف البيانو الأرجنتيني دانيال  بارينبويم، الذي موّل مشروع الترميم، هو الشخص الوحيد الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفلسطينية في آن معاً، وهو من منتقدي السياسة الإسرائيلية. “ليست غزة فقط صواريخ وأناسا غاضبين، الـ “غراند بيانو” موجود هناك، وأعيد ترميمه وأصبح صالحا للعزف عليه، وسوف يتيح لأهالي غزة، متى سمحت الظروف، الاستمتاع ببعض أنواع النشاط الثقافي، فهم في حاجة إلى موسيقى جيدة”، ذكر في مقابلة مع بي بي سي.

واستطاعت منظمة جمعية “صندوق الموسيقى” عبر فنية الترميم كلير بيرتران، التي تطوعت بالمجيء إلى غزة استبدال جميع الأوتار الـ 230 بمنتهى الدقة، فضلاً عن 88 مطرقة، بمساعدة اثنين من المتدربين الفلسطينيين، لتنتهي أعمال الترميم خلال 10 أيام.

وقالت بيرتران :“لكل بيانو شخصيته الخاصة، حتى الآت البيانو التي تصنع في نفس الوقت تبدو مختلفة. هذا ما يدعوني كي أقول إنها فريدة بذاتها.”