معجزة القرن.. أوركسترا النور والأمل أفرادها فتيات كفيفات

المصدر: أركسترا النور والأمل للكفيفات

بدون رؤية المايسترو أو حتى مساعده الكونسيتر ماستر اللذين يقودان الأوركسترا ويحققان التناغم بين أفرادها، وبدون وجود النوتة الموسيقية أمام آلاتهن أيضاً، تعزف فرقة النور والأمل المصرية للكفيفات أشهر المقطوعات العربية والعالمية بكل جمالية وإتقان، وكأن المايسترو يقبع في داخل كل واحدة من أعضاء الفرقة ويقودهن بالنور والأمل الذي يغشى بصيرتهن إلى عوالم لاتنتهي من التماهي والتجلّي والإبداع.

تأتي الأخبار بين الفينة والأخرى عن أمثلة لمتحدي الإعاقة الذين يحولون ما أصابهم من إعاقة جسدية إلى معجزة ومصدر قوة، يحسدهم عليه حتى الأصحاء، وفي قصة فرقة أوركسترا “النور والأمل للكفيفات” مثال صارخ حول ذلك، فقد تمكنت حوالي الـ 43 فتاة أعمارهن تتراوح بين الـ 25 والـ 45 سنة بالرغم من إصابتهن بفقدان البصر أن يتعلمنَ الموسيقى التي باتت جزءاً لايتجزء من أسلوب حياتهن.

هؤلاء الفتيات هن أعضاء في المعهد الموسيقي التابع لجمعية النور والأمل – التي تأسست عام 1954 م وتولت مهمة رعاية وتأهيل ودمج المرأة في المجتمع- في مصر، ويشرف على تدريبهن مجموعة من الأساتذة والمختصين بالموسيقى يتولون مهمة تعليمهن عبر مراحل تبدأ بقراءة النوتات الموسيقية بطريقة “برايل” ومعرفة السلم الموسيقي، ومساعدة كل منهن على اختيار الآلة المناسبة، وتنتهي بالتمارين على مقطوعات عربية وعالمية.

كانت الأوركسترا -عبر أجيال متتالية منذ تأسيسها في الستينات- سفيرة أصحاب الإعاقة المُبدعين إلى كثير من البلدان العربية والأوروبية (لقبتهم الصحافة آنذاك بمعجزة القرن) كسويسرا وإسبانيا والسويد وبريطانيا وألمانيا والكويت والإمارات وغيرها الكثير، حيث جابت قاعات دور الأوبرا فيها وعزفت مقطوعات كلاسيكية عالمية كأوبرا حلاق إشبيلية للإيطالي جواكينو روسيني، وسيمفونيات موزارت، وباليه زوربا بالإضافة إلى مقطوعات لكبار المؤلفين الموسقيين في العالم العربي مثل أبو بكر خيرت ورياض السنباطي وغيرهم.

ولايزال الجيل بالجيل الذي قبله يقتدي ويسطع بنوابغَ جديدة لأوركسترا الكفيفات الصغيرات اللواتي تترواح أعمارهن بين 9- 14، وإكمال المسير أيضاً نحو العالمية .

لمزيد من المعلومات : أوركسترا النور والأمل