بعد خمسين عاماً تعود فلسطين لتقديم معرضها التشكيلي الأول هناك

أن تولد فلسطينياً، أن تكبر فلسطيني الهوى، دون أن ترى المحبوبة، هنا لا ينطبق مثل “بعيد عن العين بعيد عن القلب”، فالبعيدة يشتاقها الجميع، أنت فلسطيني أولاً، وإن مرت عقود قبل أن تزور فلسطين.

تعود الفنانة التشكيلية الفلسطينية ميسون باكير إلى الأراضي الفلسطينية للمرة الأولى بعد 50 عاما على مولدها لأبوين لاجئين هاجرا من حيفا عام 1948 حاملة معها لوحاتها الفنية.

وقالت ميسون لـ”رويترز” خلال افتتاح معرضها (سلام وأمل) في قاعة متحف محمود درويش في رام الله مساء السبت الماضي “لم أفقد الأمل يوما بالعودة إلى فلسطين صحيح أنني دخلتها بجواز سفر نمساوي ولكنه بالنسبة لي حلم تحقق”. وأضافت “قررت أن أعود إلى فلسطين وأنا أحمل لها شيئا معي فكانت هذه اللوحات الفنية التي تروي حكاية شعبي”.

ويضم معرض (سلام وأمل) 18 لوحة فنية احتل موضوع الأسرى جزءا كبيرا منها إضافة إلى لوحات تعكس الجانب التراثي للفلسطينيين بزيهم وأفراحهم وكذلك قصة اللجوء والتشرد التي عاشها عدد كبير منهم والتي كانت ميسون وعائلتها جزء منها.

وترى ميسون أن “الثقافة الفلسطينية هي التي عززت الانتماء للشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم بالحجر وحاربت دعوات اليأس والإحباط والتبعية وساعدته على استنهاض الهمم وبلورة وعي نضالي فلسطيني حقيقي”.

واختارت الفنانة أن تظهر التعايش الذي كان في الأراضي الفلسطينية من خلال لوحة يظهر فيها رجال دين من اتباع الديانات الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية في بلدة قديمة كتلك التي في القدس. وبرزت في المعرض لوحة ضمت رسما للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يحيط به عدد من الآلات الموسيقية وحملت اللوحة اسم قصيدة درويش الشهيرة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة.”