هذه السورية صافحت بشرقيتها ثقافات الشعوب الأخرى وخاطبتهم بالموسيقى

بروفة لكورال موزاييك شرقي

“الموسيقى للجميع .. أؤمن بأثرها .. كعلاج .. كدعم .. كوسيلة تُقرب من الجميع ولغة تربط الناس حول العالم دون حاجة للتحدث” هذه الصورة التي تسكن مخيلة الشابة السورية ميساء الحافظ، وبها تنقّلت بين سوريا ولبنان وتركيا بعد أن حولت ماتعتقده إلى واقع، ففي بيروت عملت كمعلمة موسيقى للأطفال من كل الأعمار ولذوي الاحتياجات الخاصة وتطوعت في مخيمات جنوب لبنان لدعم الأطفال، ومالبثت أن استقرت في تركيا حتى بدأت بشّق طريقها الموسيقي وتكوين كورال موزاييك شرقي في اسطنبول، وللتعرّف أكثر على تفاصيل علاقتها بالموسيقى وعملها بها كان لنا معها اللقاء التالي:

 ماذا تعني لكِ الموسيقى ومانوع العلاقة التي تجمعكِ بها ؟

علاقتي بالموسيقا بدأت عندما كان عمري خمس سنوات حيث نشأت ضمن عائلة موسيقية و بدأت التعلم على البيانو و أعزي سبب حبي للرياضيات و براعتي في علم الأرقام للموسيقى، حيث تخرجت من كلية الاقتصاد وعملت موظفة بنك الأمر الذي يراه البعض بعيداً عن الموسيقى ولكني أرى أن الموسيقى متداخلة بكل تفاصيل حياتي حيث كنت أحفظ أرقام حسابات جميع الزبائن كنغمة .

أعلنتي في وقت سابق عن تكوين كورال شرقي في اسطنبول.. كيف كانت بداية القصة ومتى سينطلق؟

موزاييك هو مبادرة فردية أُدرب به بشكل مجاني على الغناء، هدفه تقديم ثقافتنا الشرقية عن طريق أصواتنا..والتقارب بين السوريين المشاركين وبين موسيقيين أجانب لنجتمع أسبوعيا كأسرة نغني ونتدرب معاً ونقدم موسيقانا ولغتنا ونعلمها للأجانب ليرددوا أغانينا المحببة .

هل وجدتي تفاعلاً من قبل الوسط الذي تعيشين فيه وكيف كانت أجواء البدايات في الكورال ؟

طرحت فكرتي على مواقع التواصل الاجتماعي و بدأت بدعوات للموسيقيين في اسطنبول وكانت النتيجة بداية تعد بالكثير، حضر منذ البروفة الأولى أكثر من ثلاثون مشارك من جميع البلدان وبدأنا بأول أغنية سورية هالأسمر اللون لنحتفل فيمابعد بانطلاقة الكورال بعشاء تشاركنا فيه أطباق سورية.

بوجود العشرات من الفرق العربية في المهجر ماهي الملامح التي ستميز كورال موزاييك الشرقي في اسطنبول برأيك ؟

مايميز موزاييك عن غيره في اسطنبول هو مشاركة الأجانب و غنائهم أغانينا بلهجتنا بالوقت الذي يغير الكثير من السوريين من لغاتهم ببعض البلدان للتماشي و التآلف مع البلد الجديد فالموسيقى لغة تربط الشعوب و تقدم ثقافتنا الغنية بطريقة حضارية لم يعتد الغربي أن يراها نتيجة الاعلام .

موزاييك أراه أكثر من مجرد كورال .. أراه مشروع دعم نفسي و مصدر تفاؤل وحياة للمشاركين وللجمهور على حدٍ سواء، نتيجة للحرب جميعنا كسوريين بحاجة لمكان يحتوي طاقاتنا و يشعرنا بالانتماء ويعيد ثقتنا بنفسنا أرى ابتسامة وفرح وسكينة بوجوه الجميع أثناء الغناء فبتنا ننتظر يوم الخميس لنلتقي بعيدأ عن التوتر و الظروف النفسية السيئة التي يعيشها معظمنا.

الحرب فرقتنا وأضعفتنا كثيراً ومثل هذا المشروع كفيل بمواساة الجرح ولو قليلاً، ووجودنا باسطنبول كان بيئة خصبة لهكذا مشروع نظراً لخصوصية اسطنبول و مزيجها المثالي بين الغرب والشرق.

هل هناك نشاطات موسيقية أخرى إلى جانب الكورال هذه الأيام أو مستقبلاً ؟

أحضّر لمهرجان اسطنبول الدولي للأطفال خلال شهر آيار الذي سيقدم أطفالاً من كل الجنسيات ضمنها السورية وكبصمة سورية لكل نشاط ستقدم فقرة لجميع الأطفال عزف و رقص و غناء من ضمنها رقصة ستي الدمشقية كما أقوم بالتحضير لأغنية سورية من نمط الكوميديا السوداء بعنوان “بالغربة ياخال” قمنا بكتابتها وتلحينها انا و أخي صافي الحافظ عازف العود و ستطرح قريباً.

ماهي النصيحة التي تريدين تقديمها للشباب والشابات في عمرك لكي يكونوا مؤثرين إيجابياً في المجتمعات الأجنبية؟

أنصح الشباب السوري بهذه الظروف بالتمسك بالحلم و الحفاظ على الأمل هو كل مانملك و مستقبلنا نصنعه بأيدينا، كُل منّا له دوره مهما بدا نقطة صغيرة فأصل المحيط نقطة.