ليس بانكسي من يرسم على جدران غزة فقط

©أشرف أبو عمرة- وكالة سوا

عندما نتكلم عن حروب إسرائيل على القطاع، نذكر الشهداء والمنازل المدمرة، غافلين عمن استطاعوا البقاء، بعد أن لم تستطع شظية أن تنال من أجسادهم، بالطبع من روحهم أيضاً. جهاد الغول ، شاب فلسطيني في الثالثة والعشرين من عمره، فقد ساقه اليسرى في عدوان إسرائيل على غزة عام 2009. يقف على قدم واحدة ربما، لكن بكلتا القدمين تقف عزيمته لمواصلة موهبته.

وفي غزة التي جاءها الفنان البريطاني الشهير روبرت بانكسي متخفياً ليرسم على جدارنها المهدمة لوحات بملايين الدولارات، يرسم جهاد جداريات ولوحات فنية تنافس تلك التي خطها بانكسي هناك.

متكئاً على “عكاز خشبي”، بين غرف بيته الكائن في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، يزين جدرانه ببعض الرسومات الفنية الجميلة. ويقول الغول لوكالة الأناضول: “أعمل على تلوين جدران منزلي لأبتعد عن مشاهد الحصار والحروب التي خلفت لي الإصابة “.

جهاد بدأ الرسم منذ كان عمره سبع سنوات، ليتقنه تماماً عندما تجاوز الثالثة عشر، ويقول :”أرسم في جميع الاتجاهات لفلسطين، للقدس واللاجئين، لحق العودة وكل ما يدور في المجتمع”.

يلجأ الغول إلى الرسم لإزالة عبء كبير عن كاهله والتفريغ عن طاقته السلبية داخل جسده التي سببتها إصابته منذ الحرب الإسرائيلية الأولى عام 2008، شاكياً إهمال الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني رعاية المواهب، متمنياً أن يهتم المجتمع الفلسطيني بذوي الإعاقة وتوفير كل ما يلزمهم من مقومات للحياة والعيش بكرامة”. ويوفر الرسم مصدر رزق له ولعائلته، فهو يبيع لوحاته بمقابل مادي زهيد بسبب عجزه عن القيام بأي عمل آخر.

يضيف جهاد: “لوحاتي الفنية وجدارياتي هي رسالة بأن هناك حياة في غزة يجب أن ينظر إليها المجتمع الدولي باهتمام”.

هل تعرفون مبدعون نالت الحرب من أجسادهم دون عزائمهم؟ شاركونا قصصهم لنكتب عنهم.