فاقدو البصر لكنهم يبصرون أحلامهم جيداً وهذه المرة داخل الساحرة المستديرة

مصدر الصورة : Fundación Atlético de Madrid Egypt

وجدناهم في دور الأوبرا يعزفون الموسيقى بكل إبداع، وأيضاً على خشبة المسرح يؤدون أدواراً تمثيلية كفنانين حقيقيين، رسموا وغنّوا وتفوّقوا دراسياً ومنهم من حصل على درجة الماجستير والدكتوراه، دخلوا كل المجالات مثلهم مثل الأشخاص الأسوياء صحياً، هم كفيفو البصر لكنهم يبصرون أحلامهم جيداً، وهذه المرة نجدهم داخل المستديرة الساحرة في ملعب صغير لكرة القدم بمصر، أغلبهم فاقدون للبصر بشكل نهائي ومنهم مُصاب بدرجات تمنعهم من الإبصار جيداً لما حولهم.

على أرض المستديرة المُصغّرة ينتشرون في أماكنهم ويتمركزون، بعد أن يتعرفواعلى أبعاد الملعب المحاط بالحواجز الخشبية، يركلون الكرة ويوجوهونها بالشكل الصحيح، مُنظمين إلى حدٍّ ما، وتملئ أجسادهم الطاقة والحيوية واللياقة، هؤلاء اللاعبون أحبوا كرة القدم كثيراً منهم من لعبها قبل أن يفقد بصره وأخرون يتابعون أخبارها دائماً، حتى تسنّت لهم فرصة لعبها بعد جهود مبذولة من قبل الشاب المصري الكابتن علي أبي النصر الذي درس إدارة رياضة في بريطانيا، واختص برياضة المكفوفين فيها، وعاد إلى مصر مُحمّلاً بفكرة تأسيس فريق المكفوفين لكرة القدم مُنسّقاً مع عبد الله عماد الذي يعمل في مركز للمكفوفين في القاهرة، وبعد اكتمال فكرة تكوين أول فريق للمكفوفين توجهوا بها إلى محافظات أخرى غير القاهرة لمعرفة مدى التجاوب والتفاعل معها.

جمع هذين الشابين من حولهم أكثر من 30 شخص من فاقدي البصر أعمارهم تتراوح بين الـ 15 و35 سنة، ثم اختاروا منهم عدداً معيناً لتشكيل منتخب هو الأول من نوعه في مصر للمشاركة بكأس العالم للمكفوفين في البرازيل العام المقبل، يُشرف عليه الكابتن محمد عبد الرحمن كمدير فني – الذي عمل في هذا المجال لمدة 25 سنة-